173

وحي محمدي

الوحي المحمدي

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

الحكمة والفقه وأما الحكمة فقد قال الله تعالى فى تعظيم شأنها المطلق: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ [البقرة: ٢٦٩]، وقال الله تعالى فى بيان مراده من بعثة محمد خاتم النبيين: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة: ٢]، وفى معناها آيتان فى سورتى البقرة وآل عمران، وقال لرسوله ممتنا عليه: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [النساء: ١١٣]، وقال له: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل: ١٢٥]، وقال له فى خاتمة الوصايا بأمهات الفضائل والنهى عن كبار الرذائل، مع بيان عللها وما لها من العواقب: ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ [الإسراء: ٣٩]، وقال لنسائه رضى الله عنهن: وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب: ٣٤]. وقد أتى الله جميع أنبيائه ورسله الحكمة ولكن أضاعها أقوامهم من بعدهم بالتقاليد والرئاسة الدينية، ونسخها بولس من النصرانية بنص صريح. قال الله تعالى فى اليهود: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا [النساء: ٥٤]، فالكتاب أعلى ما يؤتيه تعالى لعباده من نعمة ويليه الحكمة، ويليه الملك، وقال الله تعالى فى نبيه داود ﵇: وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ [البقرة: ٢٥١]، وقال الله تعالى لنبيه عيسى ﵇: وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ [المائدة: ١١٠]، وقال: وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ [لقمان: ١٢]، وذكر من حكمته وصاياه لابنه بالفضائل ومنافعها ونهيه عن الرذائل معللة بمضارها. فالحكمة أخصّ من العلم، هى العلم بالشىء على حقيقته وبما فيه من الفائدة والمنفعة الباعثة على العمل، فهى بمعنى الفلسفة العملية كعلم النفس والأخلاق وأسرار الخلق، وسنن الاجتماع، ويدل عليه قوله تعالى بعد وصايا سورة الإسراء التى نقلناه آنفا: ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ[الإسراء: ٣٩].

1 / 180