وأذهب إلى نادي المعارف لأسمر لحظات مع الزملاء من المدرسين فيفرحون بلقائي ويسألون: كيف غبت أمس؟ فأجيب: غبت أمس لأحضر اليوم، ولكن حدثوني هل عندكم أخبار عن الهلال؟ فيجيبون: سنعرف ذلك بعد الساعة العاشرة، فأقول والشمس تغرب في الخامسة، فهل يمكن أن يكون بين الخامسة والعاشرة مجال لرؤية الهلال؟
وبعد لحظة تحول إبرة المذياع إلى مصر فأسمع فتاة تباغم المستمعين فتقول: سادتي وسيداتي، هذا آخر العهد برمضان.
فأقول: يا إخواني، يا حضرات الأساتذة، يا مسلمين يا أولاد الحلال هذه في مصر ليلة العيد.
فيجيب أحدهم وهو يبتسم: علمت شيئا وغابت عنك أشياء، ألم تعلم أننا صمنا يوم الجمعة، وصام المصريون يوم الخميس، فهم حتما يسبقوننا إلى العيد؟
فأقول: من هنا تعلمون أن مصر تقدمت في كل شيء، فلها السبق في الصوم ولها السبق في العيد، وأنصرف محزون الفؤاد. •••
هذه غرفتي موحشة لا يؤنسني فيها غير أرواح الموتى من المؤلفين، وسيكون الغد يوم عمل؛ لأن يوم الوقفة لا عطلة فيه في بغداد، وإذن فسأعطي غدا درسا في التفسير، وهو درس متعب لأنه في الكشاف، وفي آية يختلف فيها أهل السنة مع أئمة الاعتزال.
وكيف أعد هذا الدرس - يا رباه - وأنا أعرف أنها ليلة عيد في مصر الجديدة وفي الزمالك، ويا ويلتاه من لوعة القلب حين أتمثل مصر الجديدة والزمالك، وغضبة الله على من تمر بباله خاطرة ملام، وأنا أردد أسماء تلك المغاني، حرسها الله، وأدام لأهلها نضرة النعيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون
سورة الحجرات: 2
ناپیژندل شوی مخ