وفي البصرة تصدر جريدة الناس وجريدة الثغر، وفي الحلة تصدر جريدة حمورابي، ورأيت في الموصل جريدتين.
وفي النجف تصدر الاعتدال والحضارة والهاتف.
وهناك جرائد ومجلات غاب اسمها عن الذاكرة، وهي جميعا تكافح الأمية وتدعو إلى الفضيلة، وتعاون على التثقيف.
ولا تظهر قيمة الجهاد الصحفي في العراق إلا إذا تذكرنا ما يعترض الصحافة من عوائق لا يتسع لشرحها هذا الحديث.
ويجب النص على أن جماهير أهل العراق لا يكتفون بما يصدر في بلادهم من جرائد ومجلات، فهم يقبلون إقبالا شديدا على المجلات المصرية، من أمثال المقتطف والهلال والرسالة والدنيا والاثنين والمصور وروز اليوسف والرواية وآخر ساعة واللطائف والصباح، وهم في الأغلب يفضلون المجلات الجدية على المجلات الفكاهية.
وكذلك يمكن الحكم بأن الشاب العراقي يتصل بأصول الثقافة الحديثة على نحو ما يتصل بها الشاب المصري، وربما جاز أن نحكم بأن الشبان العراقيين قد يعرفون من مؤلفات مصر ما لا يعرف الشبان المصريون.
وهذا يبشر بمستقبل مزهر للحياة الأدبية في العراق.
أيها السادة
قد تسألون عن الشعر والنثر في العراق.
وأجيب بأن العراق هو في ذاته جذوة شعرية، ففيه من الشعراء مئات أو ألوف، ومن فاته نظم الشعر لم تفته رواية الشعر ، وأسمارهم تقوم في الأغلب على رواية الأشعار، وطباعهم الشعرية في غاية من السماحة والنبل، وفيهم أريحية تذكر بأسلافهم في عصر بني العباس، ولو صرحت بما في نفسي لقلت إن شمائل أهل العراق تعد نماذج من الشعر الرائع.
ناپیژندل شوی مخ