170

وحي بغداد

وحي بغداد

ژانرونه

وفي ذات يوم نظرت فرأيت أبي رحمه الله يشير بإقامة (مصطبة) بجانب سور الحديقة، فسكت ولم أعترض.

وبعد أشهر أو أعوام ضايقني أن تكون تلك المصطبة هي المكان المختار الذي يجلس فيه العاطلون من الفلاحين.

فمضيت إلى أبي، وقلت في ترفق: أنا أقترح هدم هذه المصطبة، فقال: ولماذا؟ فقلت: لأني أراها أصبحت ملاذ العاطلين.

فابتسم وقال: ولكن هذه المصطبة لها فضل على منزلك يا بني.

فدهشت وقلت: كيف؟ كيف؟ أوضح يا أبي.

فقال: هذه المصطبة هي الوحيدة في الحي كله، ومن أجلها يجلس الخفير على باب منزلك طول الليل.

يرحمك الله يا أبي، فقد كنت حكيما.

27

وعلى مصطبة ذلك المنزل رأيت طفلا يلعب وبيده صقر جريح، وما كان صقرا وإنما كان فرخ صقر، وبدا لي أن أداعب ذلك الفرخ فعض إصبعي عضة إليمة جدا، فتوهمته يقول: احترس من الشجاع يوم ينهزم، واحترس من البطل يوم يضام، فللمهزومين من الشجعان والأبطال غضبات.

28

ناپیژندل شوی مخ