ستنفع من الوجهة الأدبية، وستنفع من الوجهة العمرانية.
أما الوجهة الأدبية فظاهرة، وهي كفيلة بأن تخلق التنافس الأدبي بين القاهرة وبغداد، وأنا أتطلع إلى اليوم الذي يقع فيه هذا التنافس لتزداد القاهرة حياة إلى حياة.
أما الوجهة العمرانية فتحتاج إلى شرح:
وبيان ذلك أن القاهرة في هذا العصر أصبحت مدينة هائلة جدا ولا يعرف قيمتها إلا من يراها رأي العين، وفيها ضواح لا تعرف أمثالها باريس، والشاب العراقي حين يعيش في القاهرة ويرى الزمالك والجيزة والمعادي وحلون ومصر الجديدة وحدائق القبة سيذكر ولا ريب أن من واجبه أن يفني عمره في تجميل بغداد، ولا بد للعراق من شبان يؤذيهم أن تظل بغداد على ما هي عليه، ولا مؤاخذة يا سيدي، فأنا متألم لحال بغداد، ولو كان بيدي شيء من الأمر لأريتكم كيف يكون تخطيط عاصمة الرشيد.
هذه وسيلة.
أما الوسيلة الثانية فإيجاد الجوائز الأدبية، ومن الممكن تخصيص ألف دينار في كل سنة توزع منها الجوائز على المتفوقين في اللغة العربية، ولو صنعتم ذلك لضمنتم الظفر بطلائع الحياة الأدبية، وأظنني ضمنت لكم جائزة النحو في البصرة، فقد ألقيت فيها محاضرة ثم اقترحت على سعادة المتصرف وسعادة مدير المعارف هناك إنشاء جائزة نحوية، فإن من العيب أن لا يتفوق أهل البصرة في النحو، وكان أهلها أساتذة الناس في هذا الباب، ضمنت لكم هذه الجائزة؛ لأن من العسير أن يخذلني سعادة متصرف البصرة، أو سعادة مدير المعارف بالبصرة، وهما قد وعدا بتحقيق هذا الاقتراح أمام جمهور يعد بالمئات، وسأنتظر شرف الإنجاز في وعود الرجال.
قد تقولون: وهل في مصر جوائز أدبية؟
وأجيب بأن في مصر جوائز عظيمة جدا، وهي خذلان الأدباء، ولعنة الله على الزمن الذي يضطرني إلى اغتياب مصر في العراق.
أستغفر الله فقد تلقيت اليوم خطابا من كلية الآداب بالجامعة المصرية هذا نصه:
حضرة الدكتور زكي مبارك
ناپیژندل شوی مخ