ابنه الوفي
سليمان زكي مبارك
2
صديقي
لقد شاء لك وفاؤك أن تمتعني بخطاب خاص تبدد به ما في صدري من ظلمات، وكأنك لم تكتف بالأفراح التي يذيعها الصباح يوم وصوله إلى بغداد.
وقلت في خطابك:
أهنئك بأن لك خليفة في الأدب والعلم والذوق والأسلوب الإدراك هو سليمان زكي مبارك.
فهل تدري أيها الصديق أن هذا الخطاب أزعجني؟
هل تعلم أنه ساءني أن أعرف أنك ستنشر له كلمة عني؟
أنا أشهد غير مخدوع ولا مفتون أن هذا الشاب عنده بوارق من الفكر والذكاء، ولكني أنظر إلى مصيره نظر الخوف والجزع، لأنه يسارع إلى الشهرة كما يصنع أكثر الشبان في هذا الجيل، والشهرة المبكرة تفتن الشباب أشنع الفتون، وتصرفهم عن التخلق بأخلاق الأبطال.
ناپیژندل شوی مخ