وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرونه
actual being
وتكمن في بذرتها الصغيرة وتوجد فيها «وجودا بالقوة»
potential being ، والإنسان الفرد ما هو إلا نسخة جزئية لنموذج سابق هو الطبيعة الإنسانية العمومية. الماهية إذن - وفقا لهذه الفلسفات - سابقة على الوجود (على تفاوت معنى السبق).
وتأتي الوجودية لتعكس الآية وتقول: بل الوجود هو السابق على الماهية. إنما يوجد الإنسان أولا غير محدد بصفة، ثم يجبل هويته بنفسه، ويبتكر أسلوبه في الوجود، ويختار ما يريد أن يكونه. إن عليه أن يحمل عبء حريته، شاء ذلك أم أبى؛ فهو «موجود لذاته»
pour soi ، موجود حر واع بذاته، وليس «موجودا في ذاته»
en soi
وجود العجماوات والجمادات الغارقة في سبات الضرورة وسكينتها. إنه مشروع يظل قيد التحقق على الدوام ولا يكتمل إلا بالموت.
يطبق الشعور بالحرية على الإنسان فيغمره بالقلق، ويبهظه بالمسئولية (القلق دوار الحرية). فينزغ له ما يسميه سارتر
mauvais foi ، وهو لون من خداع النفس يزين له العبودية والاستسلام، والتخلص من عبء الحرية باعتباره مسيرا غير مخير، وضحية قوى بيولوجية وتاريخية واجتماعية حتمية قاهرة ليس له بها يد، وكأنه مجرد «شيء» من الأشياء أو «موضوع» من الموضوعات.
لا جدوى رغم ذلك من محاولة الهروب من الحرية؛ فالإنسان «محكوم عليه بالحرية»، يمارسها بواسطة اختيارات عليه أن يجترحها كل لحظة؛ فالاختيار محتوم، وحتى عدم الاختيار هو نوع من الاختيار أو هو اختيار مقنع.
ناپیژندل شوی مخ