وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

عادل مصطفی d. 1450 AH
122

وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

ژانرونه

يشير عدد من الدراسات الارتباطية إلى أن النظرة الماهوية للجنوسة ترتبط مع الإدراك العالي للفروق الجنسية، وأنه كلما كان الشخص أميل إلى اعتبار فروق الجنوسة نتاجا لعلل جينية كان أميل أيضا إلى النظر إلى الجنسين على أنهما متمايزان.

يشير البحث التجريبي إلى أن النظرة الماهوية للجنوسة تفضي إلى التنميط؛ ففي دراسة بريسكول ولافرانس 2004م قام المشاركون بقراءة أحد مقالين مصطنعين يدعي كل منهما أن القدرة على التعرف على النباتات تختلف بحسب الجندر. يقدم أحد المقالين تفسيرا جينيا لهذا الفرق، ويقدم المقال الآخر تفسيرا اجتماعيا ثقافيا. وقد أسفر البحث عن أن الذين قرءوا التفسير الجيني للفروق الجندرية كانوا أميل إلى الاعتقاد بأن الشخص لا يمكنه أن يتغير، وأميل إلى التصديق بقوة على التنميطات الجندرية (أي عزو سمات ذكورية نمطية للرجل المتوسط وسمات أنثوية نمطية للمرأة المتوسطة)، وذلك بالمقارنة بأولئك الذين اطلعوا على تفسير اجتماعي ثقافي. يبرز هذا البحث كيف يمكن للنظرة الماهوية الجينية أن تؤدي إلى اعتقادات سببية محددة؛ فإذا كانت الجينات تتبطن جانبا من الفروق الجنسية (أي التعرف على النباتات) فهي أيضا السبب الجوهري للسمات الأنثوية والذكورية الأخرى.

17

وفي بحث آخر استطلع دارنيمرد وهايني 2006م كيف يؤثر التفسير الجيني لتفوق الذكور في الرياضيات على أداء النساء في هذا المجال.

18

ثمة دعاوي بحثية بوجود أساس جيني للتفوق المزعوم للذكور في الرياضيات. وقد أشار لورنس سمرز 2005م - وهو عندئذ رئيس جامعة هارفرد - أن نسبة الرجال الذين يتمتعون بملكة رياضية متأصلة هي أكبر من نسبة النساء. فكيف يمكن للتعرض لهذه المزاعم أن يؤثر على الأداء الفعلي للإناث في الرياضيات؟ استخدم ستيل وأرونسون 1995م إطار «خطر التنميط»

stereotype threat (حيث يؤدي أعضاء الجماعات المنمطة أداء أسوأ في المهام المنمطة عندما تبرز عضويتهم في الجماعة)، وعرضا المشاركين الإناث لإحدى المناورات الأربع الآتية: (1) ادعاء بأن ليس ثمة فروق جنسية في الأداء الرياضياتي. (2) شيء يذكرهن بجنسهن. (3) ادعاء بأن الفروق الجنسية في الرياضيات لها أساس جيني (وبخاصة الزعم الكاذب بأن الرجال يفوقون النساء بمقدار 5٪). (4) ادعاء بأن الفروق الجنسية في الرياضيات (فرق الخمسة بالمائة) لها أساس خبروي. أشارت النتائج - بالتساوق مع البحوث السابقة عن خطر التنميط - إلى أن تذكير النساء بجنسهن جعل أداءهن في الاختبار الرياضي اللاحق أسوأ من اللائي عرفن أنه ليس ثمة فروق جنسية في الرياضيات. ومن الطريف بصفة خاصة أن أولئك اللواتي علمن بدعوى الأساس الجيني في الرياضيات جاء أداؤهن الرياضياتي مساويا في تدنيه لأداء أولئك اللواتي كن يتذكرن أنوثتهن. يومئ ذلك إلى أن فهم النساء الأصلي لحكاية التدني في الرياضيات يتصل بفرق جيني بين الرجال والنساء. أما أولئك اللواتي أخبرن بأن الفروق الجنسية في الرياضيات تعود إلى أسباب خبروية، فهن - في المقابل - لم يظهرن أي أمارة لخطر التنميط. تشير هذه النتائج إلى أن الميول الطبيعية تجاه الرؤية الماهوية الجينية للجندر يمكن أن تبطلها - في بعض المواقف - تفسيرات خبروية صريحة.

وبالمثل - في دراسة أخرى - قرأت المشاركات إما مقالا يناصر النظرية البيولوجية للجندر وإما مقالا يؤيد نظرية اجتماعية للجندر. فكانت النتائج أن أولئك اللاتي قرأن النظرية البيولوجية صدقن على الصفات الأنثوية التقليدية (مثل الحياء، الأنوثة، نعومة الحديث) بدرجة أقوى من أولئك اللاتي قرأن النظرية الاجتماعية.

19

مجمل القول أن الناس تميل بطبيعتها إلى إدراك الفروق الجندرية إدراكا ماهويا جينيا؛ أي على أنها حتمية محددة السبب متجانسة طبيعية. وتشير بعض الأبحاث إلى أن تبيان التأثيرات البيئية على الفروق الجندرية يمكن أن تخفض الميول التنميطية لدى الناس، وتشير بالتالي إلى طريقة ممكنة لمحاربة الماهوية الجينية.

ناپیژندل شوی مخ