72

كان من المفترض أن يصل القطار إلى دنفر في الساعة الثامنة. في تمام السابعة والنصف، طرق كلود الباب على إنيد ، ولكن هذه المرة بقوة. كانت حينها قد ارتدت ملابسها واستقبلته بوجه منتعش ومبتسم، وهي تمسك قبعتها في يدها.

سأل: «هل تحسنت؟» «أوه، نعم! إنني بخير حال هذا الصباح. أخرجت لك كل أغراضك، هناك على هذا المقعد.»

نظر إلى أغراضه. «شكرا لك. ولكن أخشى أنني لا أملك الوقت لتغيير ملابسي.» «أوه، حقا؟ أنا آسفة لأنني نسيت أن أعطيك حقيبتك ليلة أمس. ولكن يجب أن تغير ربطة عنقك على الأقل. يبدو عليك بشدة أنك متزوج لتوك.»

لوى شفته على نحو لا يكاد يكون مرئيا، وسأل: «حقا؟»

كان كل شيء يحتاج إليه مرتبا بعناية على المقعد الفاخر؛ القميص، والياقة، وربطة العنق، والفرشات، وحتى المنديل. أصبحت المناديل الموجودة في جيوبه سوداء من مسح الرماد الذي ظل يتناثر عليه طوال الليل؛ ومن ثم رماها وأخذ المنديل الجديد. وجد بقعة رطبة فيه، وعندما بسطه تعرف على رائحة عطر كانت تستخدمه إنيد كثيرا. ولسبب ما، تلاشى انزعاجه بعد هذا الاهتمام. شعر باختناق الدموع في عينيه، ولكي يخفي ذلك، انحنى على الحوض المعدني وبدأ يغسل وجهه. وقفت إنيد خلفه تضبط قبعتها في المرآة. «يا لفظاعة رائحة الدخان التي تفوح منك يا كلود. أرجو أنك لم تدخن قبل الإفطار؟» «كلا. ظللت في عربة التدخين مدة. أظن أن ملابسي تشبعت برائحة الدخان.» «أنت مغطى بالتراب والرماد أيضا!» أخذت فرشاة الملابس من الرف، وبدأت تنظف ملابسه بها.

أمسك كلود يدها. وقال بحدة: «أرجوك لا تفعلي! يمكن لعامل القطار أن يفعل ذلك لي.»

راقبته إنيد خفية وهو يغلق حقيبته ويحزمها. كثيرا ما سمعت أن الرجال يغضبون قبل الإفطار.

سأل قبل أن يغلق حقيبتها: «هل أنت متأكدة من أنك لم تنسي شيئا؟» «نعم. لم يسبق أن نسيت شيئا في القطار، هل سبق لك ذلك؟»

رد بحذر: «أحيانا»، ولم ينظر إليها وهو يفتح المزلاج.

الكتاب الثالث

ناپیژندل شوی مخ