نادته الفتيات: «أبلغه سلامنا وأخبره ألا يتأخر.»
عندما انطلق رالف بسيارته باتجاه المزرعة، قابل دان الذي كان يأخذ صندوق أغراض كلود إلى المدينة. أبطأ السيارة. وصاح: «هل من أخبار؟»
ابتسم دان. «لا، تركته في خير حال كما هو متوقع.»
السيدة ويلر قابلت رالف على السلم. «إنه في غرفته بالطابق العلوي. إنه يشكو من أن حذاءه الجديد ضيق بشدة. أظن أن ذلك بسبب التوتر. على الأرجح سيتركك تحلق له؛ أنا متأكدة من أنه سيجرح نفسه. وأرجو ألا يكون الحلاق قد قصر شعره أكثر من اللازم يا رالف. أكره تلك الموضة الجديدة التي يقص فيها الرجل تماما الشعر الموجود خلف الأذنين . مؤخرة عنقه أقبح جزء فيه.» تحدثت بنبرة استياء جعلت رالف يضحك. «عجبا يا أمي، أعتقد أن كل الرجال متشابهون في نظرك! على أي حال، كلود ليس جميلا.» «متى تريد الاستحمام؟ سأضطر إلى تدبر ذلك حتى لا يطلب الجميع الماء الساخن في الوقت نفسه.» استدارت إلى السيد ويلر الذي كان يكتب شيكا في المكتب. «يا أبي، هلا استحممت الآن وأخرجت اسمك من القائمة؟»
صاح السيد ويلر: «أستحم؟ لا أريد أن أستحم! أنا لن أتزوج الليلة. أظن أنه لسنا مضطرين إلى جعل كل من في البيت يستحم من أجل إنيد.»
ضحك رالف ضحكة مكبوتة، وأسرع إلى الطابق العلوي. وجد كلود جالسا على السرير يلبس إحدى فردتي حذائه. كومة من الجوارب كانت مبعثرة على السجادة. وكانت هناك حقيبة كبيرة مفتوحة على كرسي وحقيبة صغيرة سوداء على كرسي آخر.
سأل رالف: «هل أنت متأكد من أن الحذاء ضيق جدا؟» «نحو أربعة مقاسات.» «لماذا لم تشتر حذاء على مقاسك؟» «اشتريت. ذاك المحتال في هاستنجز خدعني وأعطاني حذاء آخر وأنا غافل. حسن إذن»، وانتزع فردة الحذاء التي أمسك بها أخوه كي يتفحصها. «لا يهم، ما دمت أستطيع الوقوف به. الأفضل أن تذهب وتتصل هاتفيا بالمحطة، وتسأل هل سيصل القطار في الوقت المحدد أم لا.» «لن يكون لديهم علم الآن. باق على وصوله سبع ساعات.» «إذن، اتصل بهم في وقت لاحق. ولكن عليك أن تعرف بطريقة ما. لا أريد أن أقف في تلك المحطة وأنتظر القطار.»
صفر رالف. من الواضح أن الشاب سيكون من الصعب التعامل معه. اقترح عليه أن يستحم كي يهدئ نفسه. كلا، لقد أخذ كلود حمامه. هل أغلق حقيبته الكبيرة إذن؟ «كيف لي بحق الجحيم أن أغلقها وأنا لا أعرف ما سألبسه؟» «ستلبس قميصا وجوربا. سأضع بعضا من تلك الأغراض بدلا منك.» أخذ رالف حفنة من الجوارب وانحنى كي يفرزها. كان في مقدمة العديد منها بقع حمراء. بدأ يضحك. «أعلم لماذا يؤلمك الحذاء، لقد جرحت قدمك!»
نهض كلود وكأن دبورا لسعه. صاح: «هلا خرجت من هنا وتركتني وحدي؟»
اختفى رالف. وأخبر والدته أنه سيرتدي في خلال لحظات؛ لأنهم قد يضطرون إلى استخدام القوة مع كلود في اللحظات الأخيرة. كان حفل الزفاف سينعقد في الثامنة، وينبغي متابعة العشاء، وينبغي أن يغادر كلود وإنيد فرانكفورت في قطار الساعة 10:25 السريع المتجه إلى دنفر. في الساعة السادسة عندما طرق رالف الباب على أخيه، وجده قد حلق ذقنه وصفف شعره وارتدى ملابسه، ولم يتبق سوى المعطف. لم يكن قميصه المطوي مجعدا، وكانت ربطة عنقه مربوطة بطريقة منمقة. وعلى الرغم من الألم الذي كان يخفيه حذاؤه الجلدي، فإنه كان ناعما ولامعا وبراقا ومدببا بشدة.
ناپیژندل شوی مخ