ذهبت الفتيات معه إلى سيارته، وأخرج صندوقا مربع الشكل مربوطا بأشرطة بيضاء وأجراس فضية صغيرة يحتوي على باقة الزهور الخاصة بالعرس.
رالف سأل الفتى الرفيع: «كيف حصلت على هذا الصندوق؟ كان علي الذهاب إلى المدينة كي أحضره.»
ابتلع المرسال ريقه. «أخبرتني الآنسة فارمر أن أحضر أي زهور في المتجر كانت سترسل إلى هنا.»
دفع رالف يده في جيب سرواله. «هذا لطف منها. كم المقابل؟ سأدفعه لك قبل أن أنسى.»
تسللت حمرة إلى وجه الفتي الشاحب؛ إنه وجه رقيق تحت شعر غير مهندم، وتكسوه تعاسة تعتصر ملامحه. كانت عيناه دائما نصف مغمضتين، وكأنه لا يريد أن يرى ولا أن يرى من قبل العالم من حوله. كان يمشي مثل شخص في حلم. همس قائلا: «الآنسة فارمر دفعت لي الحساب.»
صاحت فتاة: «رائع، إنها تفكر في كل شيء! لقد كنت أحد تلاميذ جلاديس في المدرسة، أليس كذلك يا إيرف؟» «بلى يا سيدتي.» دخل إلى السيارة من دون أن يفتح الباب، وانسل مثل ثعبان الماء إلى المقود وانطلق بالسيارة.
الفتيات تبعن رالف على ممر الحصى باتجاه المنزل. همست فتاة إلى الأخريات قائلة: «هل تظنون أن جلاديس ستأتي الليلة مع بايليس جلاديس؟ أنا عن نفسي طالما اعتقدت أنها تكن في داخلها مشاعر حب شديدة تجاه كلود.»
فتاة أخرى غيرت الموضوع. وقالت: «لا أستطيع تصديق سماعي لإيرف وهو يتحدث بهذا القدر. لا بد أن جلاديس لها تأثير كبير عليه.»
قالت الفتاة التي سألت الفتى الصامت: «كانت دائما تعطف عليه في المدرسة. قالت إنه كان جيدا في دروسه، ولكنه كان يخاف كثيرا من عدم تمكنه قط من القراءة بصوت عال. كانت تجعله يكتب الإجابات على مكتبه.»
مكث رالف حتى الغداء، وأخذ يلهو مع الفتيات إلى أن اتصلت به والدته هاتفيا وطلبت منه أن يعود. «علي الآن أن أذهب إلى المنزل وأعتني بأخي، وإلا سيحضر الليلة بقميص مخطط.»
ناپیژندل شوی مخ