65

وضع كلود مطرقته أرضا وقال بلطف: «هل سبق لك أن رأيت معترشة يقطين عندما يكون لديها شيء تستطيع التسلق عليه يا إنيد؟ أنت لن تتخيلي جمالها؛ أوراق خضراء كبيرة، ويقطين وأزهار الصفراء تتدلى حولها في كل مكان في الوقت نفسه. امرأة ألمانية عجوز تقف على كشك طعام في إحدى المحطات الموجودة على الطريق المؤدي إلى لينكن لديها معترشات مثلها تتسلق على الشرفة الخلفية، وأردت أن أزرع بعضها منذ أن رأيتها أول مرة.»

ابتسمت إنيد ابتسامة لطيفة. «على أي حال، أظن أنك ستدعني أزرع الياسمين البري في الشرفة الأمامية، أليس كذلك؟ أوشك العمال أن يغادروا، والأفضل أن ننظر في أمر درجات السلم.»

بعدما ذهب العمال، أخذ كلود الفتاتين إلى الطابق العلوي عبر السلم الخشبي. دخلوا من مدخل صغير إلى غرفة كبيرة تمتد عبر الردهتين الأمامية والخلفية. يطلق عليها النجارون «صالة البلياردو». كانت توجد نافذتان طويلتان تشبهان الباب تفتحان على سقف الشرفة، وتوجد نافذتان ناتئتان في السقف المنحدر؛ واحدة تطل شمالا على أرض الغابة المملوكة للسيد ويلر، والأخرى تطل جنوبا على نهير لافلي كريك. على الفور، شعرت جلاديس ببهجة فريدة بشأن هذه الغرفة، رغم أنها من دون أثاث وغير مكسوة بالجص. صاحت: «يا لها من غرفة جميلة!»

رد عليها كلود بحماسة. وقال: «ألا تعتقدين ذلك؟ كما ترين، إنها فكرتي أن نخصص الطابق الثاني لنا بدلا من تقسيمه إلى أقسام صغيرة كما يفعل الناس عادة. يمكننا الصعود إلى هنا وننسى أمر المزرعة والمطبخ وكل مشكلاتنا. صنعت خزانة كبيرة لكل منا، ورتبت كل شيء. وبعد كل هذا، تريد إنيد أن تخصص هذه الغرفة من أجل الوعاظ!»

ضحكت إنيد. «ليس من أجل الوعاظ فقط يا كلود. بل من أجل جلاديس لما تأتي لزيارتنا؛ فأنت ترى أنها أحبت تلك الغرفة، وكذلك من أجل والدتك عندما تأتي وتقضي معنا أسبوعا. لا أظن أنه ينبغي أن نأخذ أفضل غرفة لنا.»

جادل كلود غاضبا: «ولم لا؟ أنا أبني هذا المنزل بالكامل لنا. تعالي إلى سقف الشرفة يا جلاديس. أليس هذا جيدا في الليالي الحارة؟ أريد أن أضع سياجا وأحولها إلى شرفة؛ ومن ثم يمكننا وضع كراسي وأرجوحة شبكية.»

جلست جلاديس على عتبة النافذة المنخفضة. «إنيد، ستكونين حمقاء إن خصصت هذه الغرفة للضيوف. لا أحد يمكنه الاستمتاع بها مثلك. يمكنك رؤية البلدة بأكملها من هنا.»

ابتسمت إنيد، ولكن لم تبدي أي علامة على تراجعها عن قرارها. «لننتظر ونر غروب الشمس. كن حريصا يا كلود. يقلقني أن أراك مستلقيا هنا.»

كان ممددا على حافة السطح وإحدى ساقيه معلقة ورأسه متوسدة ذراعه. خيم الشفق الأحمر على الحقول المنبسطة، وأومضت طواحين الرياح البعيدة باللون الأبيض، وظهرت في السماء فوقهم سحب زهرية صغيرة.

تمتم كلود قائلا: «إذا حولت هذا المكان إلى شرفة، فسترمي قمة السطح عليه بظلها دائما فيما بعد الظهيرة، وستصبح النجوم فوق الرءوس مباشرة بالليل. وسيصبح مكانا جميلا للنوم في وقت الحصاد.»

ناپیژندل شوی مخ