ابتسمت إنيد وهزت رأسها. كانت ودودة ولكنها غير مرنة.
طوى ذراعيه. وقال: «تقدمي.»
انزعج من عنادها، ولكنه لم يجد بدا من الإعجاب ببراعتها في التعامل مع السيارة. في نهاية أحد أسوأ التلال، كان هناك بربخ أسمنتي جديد مغطى بطين سائب حيث لم تجد السلاسل شيئا كي تمسك فيه. انزلقت السيارة إلى جانب البربخ وتوقفت فوق حافته. ولما كانا يمشيان بتعثر فوق الجانب الآخر من التل، قالت إنيد: «من حسن الحظ أن محرك بدء التشغيل خاصتك يعمل جيدا؛ لولا هو لقلبتنا جرة صغيرة.»
وصلا إلى مزرعة ويلر قبيل الظلام تماما، وأتت السيدة ويلر مهرولة كي تقابلهما وعلى رأسها معطف مطاطي.
صاحت وهي تحضن إنيد: «يا لكما من طفلين بائسين مبتلين! كيف وصلتما إلى المنزل؟ وددت لو بقيتما في هاستنجز.»
رد عليها كلود: «إنيد هي من أتت بنا إلى المنزل. إنها فتاة متهورة بشدة، ولا بد أن يجعلها أحد تفيق، ولكنها سائقة ماهرة.»
ضحكت إنيد وهي تبعد إحدى خصلات شعرها المبتلة عن جبهتها. «كنت على حق بالطبع؛ اقتضى العقل أن نعرج على بيت رايس، ولكني لم أرد ذلك فحسب.»
في وقت متأخر من المساء، سعد كلود أنهما لم يعرجا عليه. سره أن يكون في المنزل، وأن يرى إنيد على مائدة العشاء تجلس عن يمين والده وتلبس رداء من ملابس أمه المنزلية الرمادية الجديدة. كانا سيقضيان وقتا كئيبا في منزل رايس؛ إذ لا توجد أسرة للنوم إلا التي كان ينام عليها أطفال رايس. لم يسبق أن نامت إنيد في غرفة الضيوف الخاصة بأمه، وسره أن يعلم مدى الراحة التي ستحظى بها فيها.
في ساعة مبكرة، أخذت السيدة ويلر شمعة كي تأخذ ضيفتها إلى سريرها، ومرت إنيد بالقرب من كرسي كلود وهي تغادر الغرفة. سألته كي تغيظه: «هل سامحتني؟» «ما الذي جعلك عنيدة هكذا؟ هل تريدين ترويعي؟ أم هل تريدين أن تظهري لي براعتك في القيادة؟» «لا شيء من ذلك. أردت العودة إلى المنزل. تصبح على خير.»
استراح كلود على كرسيه، وظلل عينيه بيديه. كانت تشعر في ذلك الحين بأنها في بيتها. لم تخف من نكات والده، ولم تنزعج من ابتسامة ماهيلي التي تنم عن معرفتها بشيء ما. شعورها بالراحة بين عائلته منحه سعادة عارمة. أخذ كتابا ولكنه لم يقرأه. كان الكتاب مفتوحا على ركبته حين عادت أمه بعد نصف الساعة. «امش بهدوء عندما تصعد إلى الطابق العلوي يا كلود. إنها متعبة لدرجة أنها ربما غرقت في النوم الآن.»
ناپیژندل شوی مخ