40

سألتها إنيد: «أما زلت تحصلين على وصفات طهي جديدة يا سيدة فارمر؟ أظن أن بإمكانك طهي كل الأكلات في العالم.» «أوه، هذا ليس صحيحا تماما!» ضحكت السيدة فارمر بتواضع، وأظهرت أنها تحب المجاملات. وقالت للشخص المتصلب عند الباب: «تفضل بالجلوس يا كلود. ستأتي ابنتي خلال لحظات.»

في تلك اللحظة، ظهرت جلاديس فارمر.

قالت وهي ترحب بالموجودين: «عجبا، لم أعلم أن لديك رفقة يا أمي.»

في ظن كلود، كان كلامها يعني أن بايليس لم يكن رفيقا. لم يكد ينظر إلى جلاديس وهو يصافح يدها التي مدتها إليه.

أتى أحد أجداد جلاديس من مدينة أنتويرب، وكانت جلاديس لديها الهيئة الرزينة والشفتان الحمراوان الممتلئتان والعينان البنيتان واليدان البيضاوان التي بها نقر تظهر غالبا في الصور الفلمنكية للفتيات. يعتقد البعض أنها بدينة قليلا ، وناضجة وواثقة جدا من نفسها، بحيث لا يمكن أن توصف بأنها جميلة، على الرغم من أنهم يعجبون ببشرتها الجميلة المشربة بالحمرة التي يشبه لونها لون زهرة التوليب. لم يبد قط أن جلاديس على دراية بأن مظهرها وفقرها وبذخها موضع جدال دائم، بل إنها كانت تذهب إلى المدرسة وتعود منها كل يوم وكأنها شخص له مكانة لا تهتز. تعلمها للموسيقى منحها ثقلا في فرانكفورت.

شرحت إنيد الغرض من زيارتهما. «أخرج كلود مركبة الجليد القديمة الخاصة به وأتينا كي نأخذك معنا في جولة. أظن أن بايليس سيأتي معنا، أليس كذلك؟»

قال بايليس إنه يظن ذلك، على الرغم من أن كلود كان يعلم أنه لا يكره شيئا أكثر من أن يخرج في البرد. هرولت جلاديس إلى الطابق العلوي كي تلبس ملابس ثقيلة، ورافقتها إنيد، وتركتا السيدة فارمر كي تجري محادثة ودية مع ضيفيها غير المتوافقين.

قالت متعاطفة: «أخبرني بايليس لتوه كيف فقدت الخنازير في العاصفة يا كلود. يا له من حدث مؤسف!»

قال كلود في نفسه إن بايليس لن يتكتم على تلك الحادثة على الإطلاق!

كانت السيدة فارمر تتمتع بصوت منخفض وهادئ مثل ابنتها، وهو مختلف عن صوت أهل الغرب العالي والعصبي؛ ولذا قالت بأسلوبها المؤدب: «أظن أنه لم تكن هناك أي طريقة لإنقاذها. لذا، أرجو ألا تتضايق بشأن تلك الحادثة.»

ناپیژندل شوی مخ