جلس دان في الحفرة. وقال مغتما: «ربما إن حصلت على بعض الماء أستطع إكمال عملي.»
استطاعا الدخول إلى الحظيرة بعد الظهر، وارتفعت سحابة من البخار، وسمعا خنخنة الخنازير. وجدا الخنازير متكومة بعضها على بعض في أحد أطراف الحظيرة؛ ومن ثم سحبا الخنازير الموجودة بالأعلى وهي تصرخ. اختنق اثنا عشر خنزيرا كانت في قاع الكومة. كانت أجسامها مبتلة وسوداء في الثلج؛ وعلى الرغم من دفئها وخروج البخار منها، فإنها بلا شك كانت ميتة.
لبست السيدة ويلر حذاء زوجها المطاطي العالي الرقبة ومعطفا قديما، ثم نزلت مع ماهيلي كي ترى تلك الكارثة.
صاحت ماهيلي في الرجلين: «يجب عليكما البدء فورا في ذبحها وتقطيع لحمها اليوم.» كانت تقف على حافة الوادي الضيق لابسة سترتها المرقعة وغطاء رأسها ذا الخيوط المنسلة. كلود، الذي كان في الحفرة، مسح وجهه الذي يتصبب عرقا في كم سترته. وصاح غاضبا: «أذبحها؟ لن أذبحها حتى وإن لم أر اللحم مرة أخرى.»
ردت ماهيلي متوسلة: «لن تترك كل لحم الخنازير الطيب هذا يذهب هباء، أليس كذلك يا سيد كلود؟ إنها غير مصابة بمرض أو ما شابه. ما عليك سوى أن تبدأ من فورك في ذبحها، وإلا لن يكون لحمها صحيا.» «لن يكون صحيا بالنسبة إلي على أي حال. لا أعلم ما سأفعل بها، ولكني واثق تمام الثقة بأنني لن أذبحها.»
حذرتها السيدة ويلر قائلة: «لا تزعجيه يا ماهيلي. إنه متعب، وعليه أن يهيئ مكانا صالحا من أجل الخنازير الحية.» «أعلم أنه كذلك يا سيدتي، ولكني أستطيع ذبح أي من تلك الخنازير بنفسي. فقد ذبحت خنزيرا صغيرا لدي عندما كنت في فيرجينيا. على أي حال، أستطيع حفظ لحم الأفخاذ والضلوع. لن يكون لدينا لحم من ضلوع الخنازير لمدة طويلة.»
كان كلود يشعر ببؤس شديد بسبب ألم ظهره واغتمامه من فقدان الخنازير. صاح: «أمي، إن لم تأخذي ماهيلي إلى المنزل فسيجن جنوني!»
في مساء ذلك اليوم، سألته والدته عن القيمة المالية لتلك الخنازير الاثني عشر. بدا متحيرا قليلا. «أوه، لا أعلم بالضبط؛ ربما ثلاثمائة دولار.» «هل تساوي هذا المبلغ حقا؟ لا أعلم كيف كان بإمكاننا منع تلك المصيبة، هل تعلم أنت؟» بدت الحيرة على وجهها.
خلد كلود إلى النوم بعد العشاء مباشرة، ولكن لم يكد يمدد جسده المتألم تحت الغطاء حتى بدأ يستيقظ. شعر بالخزي من فقدان الخنازير لأنها تركت في عهدته؛ ولكن لم يبد أنه كان يأبه لخسارة المال؛ وهو الأمر الذي حزنت عليه حتى والدته. تساءل في نفسه عما إذا كان طوال هذا الشتاء لم ينم لديه ازدراء طفوليا تجاه القيم المالية.
لما كان رالف في المنزل وقت عيد الميلاد، كان يرتدي خاتما ذهبيا ثقيلا في خنصره، وكانت في فصه ماسة بحجم البازلاء، محاطة بنقوش لامعة. أخبر كلود أنه ربحه في لعبة بوكر. لم تخل يدا رالف قط من شحم السيارة - لقد كانتا من النوع المتورد المكتنز الذي لا يمكن الحفاظ على نظافته. تذكر كلود صورته وهو يحلب في الحظيرة على ضوء الفانوس، وجوهرته ترمي بشعاع براق، وأصابعه تشبه حلمات البقرة إلى حد كبير. ظهرت تلك الصورة أمامه الآن باعتبارها رمزا على النجاح في مجال المزارع.
ناپیژندل شوی مخ