بعض المزارع القريبة من مزرعة ويستد كان يمتلكها أناس من نيويورك أتوا مع عائلاتهم إلى هناك في الصيف. سمع رالف عن حفلات الرقص التي يقدمونها، وكان يعول على أن يكون واحدا من ضيوفهم. طلب من كلود أن يعطيه بدلة السهرة الخاصة به؛ لأنه لن يحتاج إليها بعد الآن.
قال كلود غير مبال: «يمكنك أخذها إن أردت. ولكنها لن تكون على مقاسك.»
رد أخوه بهدوء: «سآخذها إلى فريتس وأقصر السروال قليلا وأضيق الكتفين.»
لم يبال كلود. «خذها. ولكن إن قص هذا العجوز الألماني شيئا منها، فسيصبح شكلها قبيحا.» «أظنني سأجعله يحاول. لن يقول أبي شيئا عما طلبته من أجل المنزل، ولكنه لا يحبذ ملابس المناسبات الخاصة، كما تعلم.» من دون مزيد من اللغط، رمى ملابس كلود السوداء في المقعد الخلفي للسيارة الفورد، وانطلق إلى المدينة كي يذهب إلى الخياط الألماني.
لما عاد السيد ويلر، ظن أن رالف أطلق يده في الصرف، ولكن رالف أخبره أنه لا يستقيم أن يتولوا مسئولية المكان الجديد بإمكانيات متواضعة. «أصحاب المزارع هناك كلهم يعيشون حياة مرفهة. وإذا أمسكنا أيدينا، فسيعتقدون أننا لا نريد العمل.»
الجيران في البلدة، الذين كانوا دائما ما يعجبون بما يفعله آل ويلر، سروا بشدة ببذخ رالف بقدر ما سر هو به. قال أحدهم إن رالف أرسل بيانو جديدا إلى مقاطعة يوكا، وسمع آخر أنه طلب طاولة بلياردو. سأل جارهم الألماني الثري أوجست يودر متجهما إن كان بإمكانه استئجار قطعة أرض في المزرعة التي سيديرها رالف. ليونارد دوسن - المزمع زواجه في شهر أكتوبر - نادى على كلود في المدينة ذات يوم، وقال له: «يا إلهي، يا كلود، لم يتبق شيء في متجر الأثاث كي أشتريه أنا وسوزي! اشترى رالف كل شيء ما عدا النعوش. لا بد أنه سيعيش عيشة الأمراء هناك.»
أجاب كلود بهدوء: «لا أعلم شيئا عن ذلك. كل ذلك لا يخصني.» «كلا، أعتقد أن عليك أن تبقى في المكان القديم وتصلحه من أجل سداد الديون.» وقفز ليونارد إلى سيارته؛ ومن ثم لم تسنح الفرصة أمام كلود كي يرد.
لما لاحظت السيدة ويلر أيضا حجم هذه التجهيزات، بدأت تشعر أن الترتيب الجديد لم يكن عادلا بالنسبة إلى كلود الذي يعد هو الابن الأكبر والأعقل بكثير. دائما ما كان كلود يعمل بجد عندما يكون في المنزل، وكانت يده في العمل أكثر من رالف الذي لم يكن يفعل شيئا سوى العبث بالآلات، والقيام بمشاوير بالسيارة. لم تستطع فهم لماذا وقع عليه الاختيار لإدارة مشروع استثمر فيه مبلغ كبير جدا من المال.
في أحد الأيام، قالت على نحو حالم: «عجبا يا كلود، لو كان أبوك أكبر في العمر، لظننت أنه بدأ يفقد عقله. ألن نغرق في بحر عميق من الديون لو استمر الأمر بهذه الوتيرة؟» «لا تقولي شيئا يا أمي. إنها أموال أبي. لن يعتقد أني أريد أيا منها.» «ليتني أستطيع التحدث إلى بايليس. هل قال أي شيء؟» «لم يقل لي شيئا.»
سافر رالف والسيد ويلر مرة أخرى في رحلة سريعة إلى كولورادو، ولما عادا بدأ رالف يحث والدته كي تعطيه غطاء سرير ومفرش طاولة. قال إنه لن يعيش عيشة البرابرة، حتى في مناطق التلال الرملية. غضبت ماهيلي لما رأت المفرش الذي ظلت تغسله وتكويه وتعتني به عدة سنوات يؤخذ في الصناديق المسافرة. كانت كثيرا ما تغضب الآن، وذهبت وهي تتفوه ببضع كلمات لنفسها.
ناپیژندل شوی مخ