============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وفي الحديث: "أفلا أكون عبدا شكورلاالم، والشكر يجب على النعمة، وكل نفس أو لفظة أو حالة حياة أو حركة أو لقمة أو سكنى أو زوحة أو مطعم أو لباس أو فراش أو خادم أو ذرة أو أكبر أو أصغر، كل ذلك نعمة من الله تعالى على عباده ولا في نعمة الله قليل؛ لأن عد التعمة الواحدة لا تحصى، فكيف بنعم متوالية مترادفة مستمرة؟ وكيف بايجادك من العدم؟ وخلقك في أحسن خلق وأحسن تقونم، ثم أعطاك العقل الذي هو أكمل المخلوقات، ثم الحواس من السمع والبصر والنوق والشم واللمس، ثم المعالي، ثم الجوانح الباطنة والجوارح الظاهرة، ثم جعلك مسلمأ، ثم رزقك رزقا حسنا، ثم علمك ما لم تكن تعلم، هذا مع عصيانك وقلة شكرك ووجود غفلتك عن ربك وخالقك، فأي نعمة أذكرها وأي نعمة أشكرها؟
(وإن تعدوا نعمت الله لا تخصوها [إبراهيم:34].
فيجب الشكر في كل خطرة ولفتة، وزمن فرد ولمحة طرف، وهاجس نفس ونظرة عين، ولمحة بارق وجناح خافق، وجرعة ماء أو لذة شهوة أو دفع نقمة أو سقم أو ألم أهلك للشكر، فيحب الشكر له عليك بتأهيلك لشكره، فإنك لا تصل إلى ذلك إلا به، فشكرك على نعمة يستدعي الشكر فلا يتناهى ولو سجدت على الجمر في كل نعمة ما أديت حقها ولا وفيت بعهدها، فليس لك إلا الجهد ولا لك على حد علمك وعملك، فافعل جهدك وقم في جدك ولا تغفل عن واجب حق الله تعالى عليك، فإن هاية العلم بمعرفته وهايته توالي الشكر واستدامته مع الأنفاس والحركات والسكنات والخطرات والإرادات، باطنا وظاهرا على الاستمرار والدوام.
وفي كل نفس وزمن فرد تتجدد عليك النعم وتتوارد عليك الألطاف، بزيادات يعجز عنها الإدراك وتقف العقول عن معرفتها، والسماوات والأرض عن حصرها أو صر آو معرفة جزه منها.
(1) رواه البخاري (380/1)، ومسلم (2127/4).
مخ ۶۲