============================================================
55 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وأنا المحث لما تحب وإن تشأ طمعا فإتي في وصالك طامع هذا وإن قنعتني بخيالكم فأنا الذي بخيالكم أتقتع ولقد رأيت من لا يختار إلا ما اختاره الله تعالى له، ولا يحب إلا ما يحبه الله تعالى، حتى في المؤلمات.
وما ذكر عن أحد العارفين أنه قال: لو وضعت النار على عيني الواحدة ما سألته أن ينقلها إلى الأخرى: وليس للمفؤض حالة اختيار مع المفؤض إليه، ولا اعتراض فيما يفعله عليه؛ لأن اعتراضه ينقص تفويضه، وهو علة مفسدة للتفويض، كما أن توكله إذا لم يكن لأجل ما وصل إليه منه علة في توكله مفسدة له.
وأعرف فقيرا إذا وقع له أمر رجع بالتفويض إلى الله تعالى فيه، ولا يقع شيء إلا ويكشف عاقبته إلى الخيرة فيه مع كونه مؤلما عند وقوعه، ووجد ذلك غير مرة، قال الله
تعالى: وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم} [البقرة: 216] .
وقال تعالى: فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} [النساء: 19]، وهذاكان في ذلك.
وقد قلت: أتيث وطرفي في العوا لم يوكض وأبسط كفي تارة ثم أقبض ولا لي في كؤن الوجود التفاتة ولا عوض عنكم به أتعؤض ولا لي قرت لا ولا بعد في الهوى ولا لي إقبال ولا أنا مغرض ففوض لأمرى أن يفوض أمره إليك فإني إن تشا مفوض وأما التسليم فهو حالة الخليل التلييلة وولده إسماعيل- صلى الله عليهما وسلم- في أمر الرؤيا وقوله: (قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلم وتله للجبين} [الصافات: 103،102]
مخ ۴۵