============================================================
268 الوحيد في سلوك أهل التوحيد والسرور، وخلع على ما ملأ مكاني وأحضروا إلى الجواري والخدام والفرش، وجعلوا لي مكانا وحمل إلي كل ما أحتاج إليه، فربيت ابنك مع المأمون في الرضاع والشراب والمكتب وركوب الخيل والرمي، إلى أن ولي الخلافة ولاه الخاص الذي له.
قال: ثم إن ولده قال له: يا أبت، استغفر الله تعالى لي، وأدخل والده الحمام وألبسه وركبه، وقال يا أبت، ما يمكنني أن أخفي هذه الحكاية عن أمير المؤمنين، فأخذني وأدخلني على أمير المؤمنين وحدثه الحديث من أوله إلى آخره، فعجب من ذلك وجعلني في مكان ابني وأشغل ولدي في غيره.
فسبحان من لا يضيع أحذا من فضله وكرمه وإحسانه، فله الحمد والشكر على فضله وكرمه وامتنانه.
وحكي: عن أحد الملوك أنه حاصر ملكا، فأرسل الملك إليه يقول له: اصبر علي ثلاثة أيام أيم خلي لك القلعة ولا تسفك دماء المسلمين فيما ييننا، فصبر ثلاثة أيام، فلما انقضت، أرسل إليه يقول له: قد انقضت الأيام فأرسل إليه يقول: اصبر على الليلة، فقالوا لمملوكه: أستاذك ينتظر العشا ويات، إيش يريد يكون في هذه الليلة؟ فراح الرسول وأخبره الخبر قال: وكان هذا الملك الذي حاصر القلعة مملوكان صغيران سلحدارية يرقدان عنده في الخيمة، وكان من عادته إذا قال لأحد "ما يبالي4 يقتله، فاتفق أنه قال لأحد المملوكين: ما يبالي لأمر فعله أو لغير ذلك فجاء المملوك إلى حشداشه وعانقه وبكى فقال له: مالك؟ فقال له: الساعة أفارقك؛ فإن الملك قال لئ ما يبالي وهو يقتلني فقال له حشداشه ما تفارقني ولا أفارقك، بل يروح هو، فاتفقا على قتله فخلياه حتى نام وقتلاه وطلبا طريقا إلى الملك المحاصر، فأدخلوهما عليه فقالا له: قم وانزل قد قتلنا الملك، فقام ونزل واستولى على الخيام والعسكر: فانظر يا أخي رحمك الله تعالى إلى هذه اللطائف في الفرج، والحكايات في هذا الباب كثير، لكن قصدنا الأقرب فالأقرب، فإذا وقعت قصة ولها نظائر فلربما أضفت إليها ماكان مثلها.
مخ ۲۴۸