============================================================
24 الوحيد في سلوك أهل التوحيد [الأعراف:34].
وللملائكة حديث مشهور في تكليم الأولياى كثير لا ينحصر، نقله الصالحون عن الصالحين من الآولياء، وعن آنفسهم مما لا يقع التهمة في قوله وفعله.
وإذا كنا تقبل شهادة العدول الذين عدلهم الحاكم، وتثبت هم الأحكام الشرعية، فكيف بمن هم عدول عند الله تعالى؟ وأظهر الله تعالى كراماتهم وأماناهم؟
وشهدت القلوب والبصائر لهم بذلك مع شهادة الحس؟
فهذا لا شك فيه ولا ريب إلا لمن كان في قلبه مرض وله في عداوة أولياء الله تعالى غرض، فنعوذ بالله تعالى منه ثم نعوذ بالله تعالى منه.
الشيغ سراج الدين بن قاضي هيذاب ومن أصحاب الشيخ أبي يحيى الشيخ سراج الدين بن قاضي عيذاب، وقد كان صحب الشيخ علم الدين أولأ ثم صحب الشيخ أبا يحيى ثانيا.
وكانت له أحوال جليلة، ولقد رأيته ليلة في الستماع وهم يصبون عليه الماء بالأزيار، وربما كانت الشتاى وهو يطلب الماء من شدة ما يجد.
وكان قد جمع بين العلم والتصوف، أقام بمكة شرفها الله تعالى سنينا كثيرة وفارق أهله ومات باليمن: وكان مستلعم الذكر، ويطول به بين الأحزاب، وكان يرقد ولا يكاد ينام، وكنا حوله وغلمانه يكبسونه، فإذا نعس آحد ذكره. وكان من صحبه من الفقراء مبارگا، وكان له غلمان يتسببون ويتوجهون إلى الحرم الشريف، وكانوا على خير؛ يقرعون القرآن ويحضرون الأحزاب. وكان له غلام اسمه موفق، وكان خطيبا، وأعتق الجميع.
وأخبرني سعيد أن الشيخ سراج الدين ليلة وفاته جعل يمشي في السطح ويقول:
من أحت لقاء الله أحب الله تعالى لقاءه، فلما أصبح قال ليء قف على الباب، وقال لزوجته: اثتيني بقدح الشراب، فوقفت أنا على الباب، وراحت زوجته لتحضر الشراب، وأنا أسمعها تصيح، فدخلت لأجد الشيخ تحول للقبلة وتسحى ببردته، وانتقل إلى الله تعالى.. وكان قصده إخراجي وإخراج زوجته في ساعة عبوره إلى الله تعالى.
وقد تقدمت حكايته في خلعه ثوبه للصدقة في المرحاض
مخ ۲۳۷