============================================================
20 الوحيد في سلوك أهل التوحيد الجميع إلا رفاعة، فإنه بقى يأكل ويقول: والله ما آكل إلا بورا، وهذا يدل على الكشف الصحيح والمعرفة بما له من الرزق، وتخليص الحلال من الحرام والشبهة.
كما حكي عن الشيخ عبد العزيز القرشي رضي الله تعالى عنه، قال: ورد على القرشي فقير، فعجن الشيخ فطيرة، وقرصها وخبزها، وجعل يفت في قصعق فكانت تطير لقمة عن يمينه ولقمة عن شماله ولقمة تقع في القصعة، قال: فقال لي: خذ هذا الذي على الشمال أطعمه الكلاب، وأعطايي الذي على اليمين وقال: أطعمه للفقراء وربما آصلح الذي في القصعة- وقال: كل، واكل واكلت فقلت؛ يا سيدي، سألتك بالله، ما هذا الذي كان على الشمال والذي على اليمين والذي اكلناه؟ فقال: آما الذي على الشمال فهو الحرام، وأما الذي على اليمين فهو الشبهة، وأما الذي في القصعة فهو الحلال خلصه الله تعالى لي من الشبهة والحرام.
فانظر يا آخي رحمك الله تعالى إلى هذا الاختصاص الإهي، وهذه القدرة الإلهية الي ميزت له الحلال من الشبهة والحرام بعد اختلاط الدقيق وعجنه واحذا وخبزه، فهذه وأمثالها من التخصيص الإهي، فمثل هؤلاء لا يعترض عليهم فيما يفعلونه من أكل ولا شرب ولا عمل من الأعمال: الشيخ أبو العسن المغاوري ومنهم الشيخ آبو الحسن آبو الحجاج المغاوري:.
وله الغرائب والعجائب طيبه أنه كان يأخذ إبريقه وعكازه ويخرج إلى البرية على غير طريق بلا ماء ولا زاد يقيم الشهرين آو الأشهر ويعودون.
هذا شأنه وقد حكي عنه -ولعل الحاكي الشيخ أبو الطاهر، فإنه كان يحكي عنه- قال: خرجت مرة فوجدت اثنين ونحن سائحون في البرية فطار علينا طير فخطف أحد الشخصين، فلما كان ثاي يوم حام علينا وحطف الفقير الآخر، فلما كان ثالث يوم حام فتقصعت عليه، فحين خطفني أمسكت برجليه، فطار بي في الهواء، إلى أن صعد بي إلى جبل عال فحطني وقد تعب؛ فإني كنت أطوح وأنا ماسك برجليه، ثم طار فقعد عني بعيدا، فقمت وأخذت حجرا ورميته فطار فمشيت فوجدت آصحابي آمواتا قد أكل أعينهم ونزلهم، ومشيت فأحد من الأموات من سائر الأصناف ما لا ينحصر
مخ ۲۳۰