============================================================
207 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وبالعكس منه أحوال أهل النيران، أعاذنا الله تعالى وإياكم من عذابه في كل الأحوال ومع كل الأحوال وعلى كل الأحوال، فإنه متى تألم من عذاب ورد عليه ما هو
أشد منه، والأول : باقي على ما تقدم من ذلك المثال الأول.
فأحوال أهل الدارين أحوال اتصاف، فحيث تسمع أو ترى أو تشم تحد ذلك، ودليل ذلك قوله تعالى: سيخزيهم وصفهم} [الأنعام: 139].
معبة الصحابة ومما رأيته في الرؤيا أتني كنت أعرف شخصا وكان رجلا عالما وعاملا ومتواضعا - ومات، فرأيته بعد موته في المنام، فقلت له: ما فعل الله تعالى بك؟ فسكت، فألححت عليه في السؤال وقلت له: لا بد وأن تخبري فقال: لقيت منه وحائش، فحين قال ذلك اسوذ من فوقه إلى قدمه، واتصف بصفة قوله، وقام زباية وقف مقابله، فحصل عندي من ذلك شيءا.
وقلت: أليس دين الإسلام حق ونحن على الحق؟.
فقال نعم فقلت له فما صيرك أو أصابك حتى جرى لك ذلك؟ فسكت، فقلت للزباي ازحوه حتى يخبري بحقيقة حاله، وكان زبانيا قصيرا، فإن فيهم قصارا وطوالا بحسب صفات الأعمال- فنظر إليه الزباي نظرة فتعذب بنظرة الزباي إليه، وعاد لسان حاله أفصح من لسان مقاله، ففهمت منه ما فهمت.
فقلت له: لعلك إنما آتيت بخلاف السنة في المعتقدات، وورد علي عوالم المعتقدات، ولم آفهم منه غير التقلتم في خلاف الستنة في الصحابة، وكان من بلد ينسب إليها الرفض، ولا فهمت غير التقلتم.
فحين وجدت ذلك منه انتزعت الرحمة عليه من قلي، وصار عوضها اللذة بعذابه، كما يلتذ قاتل الحية والعقرب بقتلها، فقلت لذلك الزباي: خذه ورح به إلى مالك وقل له يعذبه؛ فإن بيني وبينه صحبة. فأخذه ومضى به إلى جهنم، وأنا أنظر إليه.
وإنما ذكرنا هذه الحكاية عن عوالم البرزخ لمعرفة الاتصاف وأنه من عوالم تلك العالم التي لا يقع فيه الارتياب لقوله تعالى لقذ كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك
مخ ۱۹۷