188

واحد في سلوك

ژانرونه

============================================================

196 الوحيد في سلوك أهل التوحيد العسل كالعالم به من حيث السماع أو الرؤية، ولا العالم بالنار أو المسمي لها كالذي

تحرقه النار، وهو في ألمها.

فلو كان ذلك كذلك لكان كل من قال النار أو سماها احترق فمه، أو من قال: السكر استغنى عن شربه وكذلك الماء والطعام، وكان الجائع يقول ما يختار من الطعام فيشبع ويستغني به، بل يجدون في أنفسهم أن لهم أفعالا وأعمالا وأقوالا وأحوالا، وينسبون ذلك لأنفسهم ويطلبون الجزاء على ذلك من رهم!

ومن المخلوقين إذا أجري على آيديهم نفعهم، وكذلك إذا فعلوا شيئا وإذا صدر من غيرهم في حقهم كلام مؤلم أو أذى نسبوا ذلك الفعل لمن صدر منه، وعاقبوه عليه، وفعلوا به أكثر من فعله.

وإن علموا أن الله تعالى هو الذي قدره وأراده وأجراه على يده فلا يقوم ذلك في نفوسهم مقام النوق والوجدان، ولا يرجعون إلى ذلك، وإن كانوا يجعلونه حجة لأنفسهم، إذا بدا منهم نقيصة أو معصية نسبوها إلى الله تعالى بالإرادة والتقدير، وخرجوا عن الوصف الذي طلبوه من غيرهم بالمؤاخذة فينسبون لله تعالى ما يدو من أنفسهم من النقائص، ويجعلون ذلك حجة لهم، وينسبون إلى غيرهم ما يجريه الله تعالى على أيديهم ويؤاخذوفم، وهذا غاية الظلم، ولذلك قامت صفة العدل وجزاء سيئة سيئة مثلها [الشورى: 40].

لو كانوا كالمخصوصين الذين يرون بالله تعالى، ويسمعون بالله تعالى، ويغيبون عن صفات نفوسهم بشهود الفعال فيهم لم يجر على جوارحهم ما يخالف الحق، ولكانوا كما ورد: ددبه يسمعون، وبه يبصرون، وبه يعلمون(1لم فسبحان من خصئص آولياءه بحبته واختارهم لحضرته، ومعرفته وآتاهم من فضله ما لا تصل إليه العلوم والفهوم (وإن تعدوا نعمت الله لأتخصوها [إبراهيم:34].

ولقد أخبري فقير عن فقير سأل سيدي أحمد قدس الله تعالى روحه- وكان مريذا له، فقال: يا سيدي أنت القطب، فقال له نزه شيخك عن القطبية، فقال له: يا (1) تقدم تخريجه بنحوه.

مخ ۱۸۸