============================================================
160 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ذلك العضو جميعه، وكذلك إذا كانت في الذراع ولم يقطعه آفسدت جميع الجسد ومات: الشيخ المريد عالطبيب والشيخ بالنسبة إلى المريد كالطبيب بالنسبة إلى المريض، وهو أعرف من الطبيب في حاله جميعه، والكبر من الأمراض القلبية وهو أشد الأمراض لأنه يحجب عن السعادة وعن الجنة، وهو منازعة الألوهية في أوصافها والدعوى بالكذب على الولاية شديدة، لقوله تعالى: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء الأنعام: 93].
وأورد الإمام الغزالي أن من الذنوب ما عقابه سوء الخاتمة، وهو ادعاء الولاية مع عدمها، فكون الشيخ ظه ضربه تلك الضربات ليستخرج من نفسه ما اتعاه وما له، وكونه زعم أنه وصل إلى ما وصل إليه ذلك الولي الكبير فيه نوع من الكبر والتعاظم الذي هو أصل الفساد وأصل العناده، أعاذنا الله تعالى وإياكم منه آمين.
وحكى الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- عن الشيخ عبد الله المارداني أنه دخل على أبي شعرة، وكان من أمراء الملك الكامل، من الأمراء الكبار وكان يحب الطائفة، وكان مريذا للشيخ عبد الله، فلما دخل الشيخ عبد الله على الأمير وجده قد
لبس خلعة أتت إليه من السلطان، وجعل على رأسه الكمة التي كانوايتقلدها في ذلك الزمان الأمراء الأكابر، وبين يديه مائة مملوك له، فمشى الشيخ وصفعه صفعة أطارت تلك الكمة من على رأسه، فجرى المماليك يأخذوها، فقال الشيخ ما يأخذها إلا هو،
فقام الأمير وأخذها ووضعها على رأسه، وكانت زوجته من فوق واقفة تنظر إلى ذلك وكانت بنت البانياسى وكان الأمير يحبها فعز ذلك عليها، فغضب الشيخ وخرج وانقطع ت ر عنهم، فما أطاق الأمير غضب الشيخ فدخلوا على الشيخ حتى يرضى عن الأمير فقال: ما أفعل؟ أو يشد على ظهره اكافا ونركبه، وزوحته واقفة تنظر وترضى لذلك فوافق الأمير وزوجته على ذلك، وركب الشيخ على ظهر الأمير في داره.
وهذه الحكاية من العجائب في هذا الباب، فانظر إلى هذه النصيحة من الشيخ، وهذا الدواء الذي داواه به لمقابلة المرض الرديء؛ لأن الكبر من أردى الأمراض للقلب؛
مخ ۱۷۸