============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد شكر رخا، ومن رجا أحب، ومن أحب قرب، ومن قرب استهلك، ومن استهلك فني، ومن فني لحي، ومن لحي أثبت، ومن أثبت رجع، ومن رجع من عند الله أخبر عن الله بالله: فبه يرى وبه يسمع وبه ينطق وبه يقوم ويقعد كما ورد في الحديث فيكون محلا لموارد الإرادة، وصدور الأفعال في الأمر والنهي قائما بالأمر شاهذا للإرادة ملازما للحكم ناظرا للحكمة في، أمر الإرادة وإرادة الأمر، بحسب أفقه وطؤره وقوته واستعداده وما أعطاه من نشأته وخلقه.
(اغطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه: 50].
وما سمعته عمن أخبر أنه بجامع بغداد وقد أغلقت الأبواب وإذا بالشيخ على رأسه سلة فأرخى المصباح وأخرج كراريس يقرأ فيها وإذا بفأر قد قرب من الفتيلة قال له ارجع فرجع وعاد، وربما كرر العود فقال له الشيخ: أو بغير إذي يا فاسق وأنا مصدر
الأمور، مني تبدو وعلى تنزل، إذن فاحرق نفسك فدنا فوضع خوطومه في السراج فحرق نفسه إلى أن ذهبت نفسه.
ومنهم من كمل في نفسه وله يكمل لتكميل غيره، ومنهم من سلك على طريق نبي من الأنبياء، وعلى قلب ولي من الأولياء، ويكون ذلك حده ومقامه لا يتعداه، ومنهم الموسوي والعيسوى والسليمايي والإبراهيمي، وغير ذلك من سائر الآنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومنهم من سلك على طريق السيد آدم اليليه، وأعرف فقيرا وحد ذلك، وعلى طريق السيد يحى بن زكريا، وأعرف فقيرا سلك ذلك وخوطب باسم السيد يحيى القلة.
وقيل له: يا يخبى خذ الكتاب بقوة} [مرتم: 12].
مقام الكمال ومنهم المحمدي وهو هاية الطريق، وهي درحة الكمال ومقام الفحول من الرجال لا بعده مقام يطلب ولا محلك يوهب، ومن هذه المقامات تظهر آثار لا يدركها إلا من عرف حقيقة هذه الطريق، فمن ذلك ما يجذه بعض السالكين على طريق الأنبياء عليهم السلام عند موهم فيذكرون الأنبياء الذين سلكوا على طريقهم فيذكر بعضهم السيد عيسى الليهلة، وبعضهم يذكر السيد موسى بن عمران التليه فيزعم من
مخ ۱۷