============================================================
171 الوحيد في سلوك أهل التوحيد الأولياء وأهل الكشف وعلمائنا فيما علموه ونقلوه وفهموه وأتوا به، وما علموه من أحوال القلوب، وسرائر النفوس وما أطلعهم الله تعالى عليه من ذلك، إنما هو أخذ عن رسول الله قل واقتداء به، وسلوك طريقه، ودخول تحت حكمه، واتباع لشرعه وسنته، فمن ذلك ما هو ظاهر بالنقل الصحيح الذي تناوله السلف عن السلف والخلف عن الخلف متصلأ برسول الله ع، وما هو باطن ظاهر في الأدب من أحوال رسول الله ، فإذا لا يكون الاتباع حقيقة لغير رسول الله.
فإن وقع ما يخالف رسول الله ل، وطريقه وسبيله فلا يصخ الاقتداء ويكون المقتدي عاصيا مع علمه بالتحرتم، فإن اعتقد أن مخالفته رسول الله جائزة، واتباعه لغيره صوابت فقد كفر نعوذ بالله تعالى من ذلك.
وما حكاه الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- عن شيخ من مشايخ الغرب المربين أنه حضر إليه الوزير وقال له: يا سيدي، أشتهي أن أكون من أصحابك قال له: ما تكون من أصحابي وأنت وزير قال فنزل وانخلع عن الوزارة وجاء إليه.
وقال له: ما تكون من أصحابي ولك مال فنزل وخرج عن جميع ما يملكه وطلع إليه وعليه عرقشين وطاقية.
فقال له: أنت تحب زوحتك، فطلقها ثلائا فقال له الشيخ: ما لك على يديي
قال: فخرج من عنده وتوجه إلى مكة شرفها الله تعالى، ماشيا فوحد الشيخ أبا عبد الرحمن المغريي، فأقبل عليه الشيخ واعتنقه، وقال له: ما هذا؟ فقال له: الشيخ فلان وسماه- أخرجني عن دنياي ولم يوصلني إلى آخرتي، فقال له الشيخ أبو عبد الرحمن: أتقبل مني؟ قال له نعم، قال: ارجع إلى شيخك؛ فما لك نصيب إلا على يده.
قال: فرجع الوزير إلى شيخه، فعندما دخل عليه فتح عليه في وقته، فقال الوزير: يا سيدى، آنت قلت ما لك على يدى نصيب وما وجدت نصيي إلا على يديك؟
فقال له الشيخ يا ولدي، والله لقد قطعث كاك حجاب بينك وبين الله تعالى، حتى لم يبق حجاب يحجبك عن الله تعالى إلا محبتك لي، فقلت لك: ما لك على يدي
مخ ۱۶۱