============================================================
166 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وجلاء قلبه بغير مراء عدم الالتفات إلى الأخروية.
ثم يترقى بالمريد إلى عالم المروحن والانخلاع ، وهنالك تخلع الجحسوم كخلع الثياب وتكافح تلذيذ الخطاب، وهو محك الأشواق، وانزعاج الأتواق، والترقي إلى الأسرار، وهو طور المحبة والسروح في ميدان المعرفة، وليس هذا موضع الكلام فيه.
ثم يدخل في عالم الأسرار، وهو عالم عجيب أعجب من العجب، وأطرب من الطرب وأوصل من الطلب، يخفى فيه عن الخفاء تظهر له فيه حقائق الستار وكشف الاستمرار، ويغيب في سره عن سره وهناك حقائق التجليات ورفع الكليات والجزئيات ومحق الأين وفقد العين، والمحو عن المحو، والصحو في السكر، والسكر في الصحو، وشهود الحق بالحق وفناء الخلق بالحق، وهناك تعلم الراجع لمن رجع ،وتفهم سر معنى قوله فبي يرى وبي يسمع، وثم معنى لا سبيل لإفشائه في الأوراق ولا لإلقائه إلا لأهله عند التلاق، كما قيل: قد كان ماكان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر وفي ذلك ووراءه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وإنما العطايا بالله تعالى بحسب التعرف به، والتخصيص بخلاصة أوليائه، فمنه ما لا ينطق به لسان ولا يعبر عنه ترجمان ولا يحمله جنان ولا سبيل لإفشائه لطالب تعرفه لغائب ولا آيب، و متخرى عن سر ليلى رددته على ما منها بغير يقين يقولون حدثنا فأنت أمينها وما أنا إن حدشهم بأمين هذا بعد قطع الشيخ المقدم ذكره جميع الطرقات والعوالم، وحفظ ظاهره من الجوارح والجوانح بحفظ الحدود، والاقتفاء بحسن الإتباع والوقوف مع الحدود، فهو واقف مع قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر:7].
فهو يسلك بالمريد على هذا المنهاج، ويعالجه بما تقدم من العلاج، ولكى سالك إلى الله تعالى طريق بحسب قوته، واستعداده ليتعوف الله تعالى إليه، فمنهم الموسوي
مخ ۱۵۶