============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وكرمه، وفيما وصف الله تعالى المؤمنين بالغيب وأخبر عنه نبئه كفاية لمن كان له قلب الجنن والاد وقد أخبرني السيد الشريف عبد العزيز المنوفي- رحمه الله تعالى - (1) قال: كان فقير ولم يسته- خرج قاصذا إلى الشام ومعه زوجته وهي حامل ومعه حمار عليه حوائجهم
فخرج عليهم الأسد فقال لزوجه: إن تقدم أحدنا أخذه الأسد -أو افترسه أو أكله أو كلمة هذا معناها-، وإن قدمنا الحمار فهو رفيقنا وننقطع عنه، وكان قد جاء قطاع الطريق من خلفهم ولم يجدوا لهم مخلصا، وإذا بصرخة وقعت فولى الأسد هاربا، وولى قطاع الطريق هاربين، ثم توجه الفقير، ومات بعد ذلك.
وولدت زوجته ولذا ذكرا، وصار فقيرا، وبقي بعد ثلائين سنة، فسافر هو ووالدته، فلما وصلوا إلى المكان الذي كان الأسد والقطاع خرجوا على آبيه فيه، وكانت هناك شجرة بقي آصلها، فقال لوالدته: تعرفي ما اتفق لك ولوالدي هاهنا؟ فقالت: لا، فقال: تذكري فتذكرت، فقالت: كنث حاملا بك وكان معنا حمار، فخرج علينا الأسد والقطاع، وبقينا في شدة وإذا بصرحة عظيمة فولى الأسد هاربا والقطاع هاربين، فقال لهاء تعرفي من الذي صرخ؟ قالت: لا، قال لهاء والله أنا الذي صرحت في بطنك.
ومثل ذلك كثير، وإنما نذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى.
اهاجيب الزمان ومما حكي عن شيخ الشيوخ ابن مسكين ببغداد، كان خادمه أخذ سخادات الفقراء وخرج يوم الجمعة ليفرشها لهم، فنزل ليتطهر في الشط فطلع بمصر فمشى فوجد ت-ا رحلأ صتاغا وكان يدري صناعة الصباغة، فاستعمله فيها مدة وزوجه بابنته وقام معها سبع سنين، وولد منها أولادا ثم نزل في يوم جمعة ليغتسل في بحر النيل فطلع ببغداد.
(1) قال الصفدي: هو عبد العزيز بن عبد الغني بن أبي الأفراح سرور بن أبي الرحاء سلامة بن أبي اليمن بركات بن أبي الحمد داود ويتصل بالحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الينبعي المجيد الإسكندري المولد. أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال : مولده سنة سبع وستمائة. وانظرء الوافي في الوفيات (2687/1).
مخ ۱۴