============================================================
146 الوحيد في سلوك أهل التوحيد أو قريبة، فيقول رحمه الله تعالى-، جدك فلائا أو والدك فلائا كان لي محبا، هكذا يقول ويتعجب الناس من ذلك، وإن كان في الليل فهو يصلي، ولا كان يأوي إلى البلدان في الليل، وكنت أخرج معه إلى ظاهر البلد، فيتركني ويتوجه لا أعرف إلى آين يتوجه، وكان يدخل بيت أصحابه ومحبيه بلا إذن لمحبتهم له وسرورهم بذلك، وكان يجتمع عليه النساء والرجال والشيوخ والأطفال ويسألونه الدعاء.
ومن عجائبه وكراماته أن الشيخ أبا الحجاج يوسف بن إدريس خادم الشيخ آبي الحسن بن الصباغ وأحد أصحابه رضي الله تعالى عنهم وليس هذا الشيخ أبو الحجاج المشهور بالأقصري؛ فإن الشيخ أبا الحجاج الأقصري هو يوسف بن عبد الرحيم(1)، وهذا يوسف بن إدريس، وهما أقصريان- قال الشيخ يوسف بن إدريس للشيخ أبي العباس كما أخبرني علم الدين نوح بن الشيخ يوسف بن إدريس أن والده يوسف المذكور قال للشيخ أبي العباس: يا سيدي، أنت تدخل ييوت الناس وتحتمع عليك النساء وأعراض الفقراء كما تعلم، فقال له: الشيخ أبو العباس: يا فتى، اشتغل بنفسك، بقي من عمرك سبعة أيام من الآن فلما أمسى المساء وجاء الليل بات الشيخ يوسف متألما قال ولده فقلت له يا سيدي ما بالك؟ فقال: يا ولدي أنا أفرقت الماء وإذا بحصاة وقعت في ركبتي حصل لي منها ألم وأصبح الشيخ يوسف ضعيفا (1) المشهور بالأحوال والكرامات، والخوارق والعجائب، كانت طريقته في التصوف غريبة، يأتي فيها بكل عجيبة، حتى قال أحدهم: ما رأيت له في ذلك نظيرا، ولا توهمت أن غيره من أهل الطريق يكون على ما يأتي به قديرا، كان متجردا دائما، قال زروق: ولي القطبانية.
أخذ عن الشيخ عبد الرزاق الإسكندري، تلميذ أبي مدين، وعن الشيخ حبيب العجمي، والشيخ عبد الرحيم وعنه أخذ البرهانان: القادرى والكبير، والشيخ مفرج، والبدر الدمشقي: والعليان: الأنوى وابن عليان، والشمس السفطي قال في الطالع: زعم أصحابه أنه غرج به ليلة النصف للسماء، وتلقى من ربه الأسماء، وجعلوا له معراجا، ودعوا الناس لسماعه أفواجا، وصار في الصعيد كل سنة كالعيد.
وانظر: طبقات الشعراني (157/1)، الطالع السعيد (722)، والكواكب (477) .
مخ ۱۳۵