============================================================
133 الوحيد في سلوك أهل التوحيد مطلوئا بشيء إن لم يدفعه ضرب، وكان هو مطلوبا كذلك بشيء! ن لم يقم به تلك الساعة ضرب، والحكاية مشهورة وقد تقدم ذكر صاحبها، وأعرف شابا طلب منه فقير دينارا ليمتحنه بذلك، فحمل إليه جميع ما يملكه وكانت جملة كثيرة - فلم يأخذ الفقير منها شيئا.
وأعرف رجلا حليل القدر قال لشخص فقير: أشهد الله تعالى أني ملكتك جميع ما أملكه، وهو صاحب تاج الدين -رحمه الله تعالى.
وكنا مدة بثغر أسوان، وقد حضر الأمير فخر الدين بن المكبر وسلم علينا، فلما قام أخبرني الخطيب شمس الدين خطيب أسوان عن فخر الدين المذكور أنه أقام هو وعياله ثلائة أيام لم يطعموا شيئا، وكان الغلاء وماكان يدخر شيئا، فلما كان بعد ذلك أتاه رجل من خولته بويبة قمح وقادوسين عنب وخروفي، فلما دخلوا البيت إذا بجماعة من الفقراء جاءوا إليه، وطلبوا شيئا يأكلونه ولحما ولم أحقق المطلوب- فدفع لهم ويبة القمح والخروف فقالواء ثريذد منك شيئا حلوا، فأعطاهم القادوسين العنب.
وأخبري عنه أنه كان معه بمصر، وكان الأمير على وسطه ذهت للنفقة، فأصبح يطلب شيئا يقترضه فقلت له: وما أصاب الذهب الذي كان معك؟ قال لي: إن شخا وضع يده على وسطي واعتقد أني نائم وأنا أنظره فخشيت أن أخجله، فسكث حتى أخذ الكيس وهو يعرفه من هو معه. فانظر يا أخي على هذا الحال، وأخبريي الشيخ عامر بن نسيم قال: كنث في خدمة الشيخ جمال الدين الأسيوطي ونحن بأخميم وكان الشتاء، وإذا بشخص جالس مع الفقيه يتحدث معه، ثم قام فلما خرج قال لي الشيخ: يا عامر، فقلت: لبيك قال: خذ هذه الجبة وخلع حبته، ولم يكن له شيء غيرها- قال: رح إلى المكان الفلايي وأعطها لهذا الشخص الذي رأيته عندي، فأخذقا ورحت أعطيتها له، وبقي الشيخ في البرد، فلما كان بعد ذلك وإذا أحد أصحاب الشيخ حضر والجبة معه فقال: يا سيدي، وجدت هذه الجبة وهي على قياسك فشريتها بثمانين درهما قال: فأخذها الشيخ ولبسها، فلما خرج الرجل خلعها الشيخ من عليه وطواها وقال لئ يا عامر، قلت: لبيك، قال: ارجع وادفغها له، فما باعها إلا عن حاجة، وبقي الشيخ جمال الدين بالبرد.
مخ ۱۲۳