============================================================
129 الوحيد في سلوك أهل التوحيد يشرب ماع، وأخبرني في العشر الأول، من ربيع الأول : سنة ثمان وسبعمائة أنه ما أكل الحلاوة في طول عمره لكون النشا فيها، وكان قد حصل له شيء في نظره من الأبخرة، فذكر أن الأطباء قالوا له: اترك اللبن فقلت له: إن كان مالك عقد مع الله تعالى في ترك الخبز والماء فاستعملهما واترك اللبن، وإن كان لك عقد فلا تستعملهما، فزعم أن له عقد مع الله تعالى وله أحوال سنية ورياضة، وأعرفه من أول نشأته، نفع الله تعالى به.
ومنهم من أقام الأيام والأشهر لا يأكل ولا يشرب البتة، كالشيخ أبي العباس الملثم رحمه الله تعالى- أقام سبعين يوما، أخبري الشيخ أبو العباس الملثم، رحمه الله تعالى، عن نفسه أنه أقام بطوو من بلاد الصعيد سبعين يوما لا يأكل فيها ولا يشرب، وكان إذا مرض يداوي نفسه بالجوع فلا يأكل ولا يشرب فيبرأء وكان يقول: يتبدل اللحم بغير اللحم والدم بغير الدم، ولعل ذلك من تبديل العوائد وتغير المزاج، وكان يجوع مدة أيام ويأكل الأكلة، وربما كانت الأكلة أكثر من أكل الواحد مناء ومنهم من كان يأكل غير الخبز، كالشيخ أبو عمر بن أبي الفتح الدماميني، أخبري عن نفسه أنه يأكل حب العنصل التي في البرية، وأقام عشر سنين يصلي الصبح بوضوع العشاء: وأخبري الشيخ الناعمي أيضا أنه أقام في خلوات، كل خلوة أربعين يوما يفطر على زبيبة، وكان يطوف كا يوع ستين آسبوغا بستين حزب قرآن إلى الظهر، ومنهم الشيخ عبد الله الدلاصي، أخبري عن نفسه أنه أقام ثلاثين سنه ومعه فقيران أقاما معه عشرين سنة منها، وكمل هو ثلاثين سنة، كان قوقم بعد كل ثلاثة أيام بخمسة فلوس قمحية، وهو ه من ترك العوائد وجاهد نفسه في ترك العادة.
فمن أعرفه لا تتحصر عوائدهم حتى في خواطرهم إذا خطرت وتركوها، ومنهم من كان يأكل بالليل ولا يأكل بالنهار وينام بالنهار ولا ينام الليل، ومنهم من كان يأكل ولا يشرب الماء، وقد قيل أن الماء من الشهوات الوهمية ، وإذا أكل الإنسان اكتفث المعدة بفضول المأكولات وما فيها من الرطوبات، وحربث ذلك في أوقات الصيف وأقمت ثلاثة أيام اكل المملوحات وما يستدعي العطش وغير ذلك ولم أشرب
مخ ۱۱۹