============================================================
126 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ومنهم الشيخ عبد الله الجبلي قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه- سألت ولده الشيخ جمال الدين يوسف حوكان من العلماء الصالحين- عن تسمية والده الشيخ عبد الله الجبلي لم سمي الجبلي وهو رجل مغريي؟ فقال: سألت أبي عن ذلك فقال ليء يا ولدي، كنث لما قصدت التوحة إلى بيت الله تعالى الحرام، وكان لي أخث جميلة مفرطة في الجمال فقصدث التوجه معي، فخشيث عليها من نوائب الزمان؛ فإن بلادنا بعيدة من هذه البلاد، فتركت السفر وتكرر ذلك، فكلما طلبث السفر تطلب مني السفر معي، فلما طال ذلك خرحت خفية منها فلحقتني على ثلاثة أيام، فسافرت، بها إلى
أن وصلت إلى بلاد الأشمونين، وكان ها شيخ مغري يسمى: أبو الحجاج، فتركتها عند 1 زوجته في بيت الشيخ، وصعدث الجبل، فكنت أقيم به مدة وأنزل أبصر الأخت وأعود، فتحدث معي الشيخ في زواجها، فقلت له: يا سيدي، أمرها إلى نفسها، قال: فتحدث معها لي، فتحدثت معها فقالت: يا أخي، أنا ما تركت أهلي ومالي إلا طلبا لله سبحانه وتعالى، وإذا تزوجث بحب على حقوق الزوجية للشيخ ومطاوعته فتفوتني مقاصدي ومطالبي ولا أقدر على ذلك للشيخ، فقال الشيخ: أنا اكون عونا لها على مقاصدها وطلبها وأحج بها، وتحدثت معها، وكان قصدي أن تكون عند الشيخ، فإنني سلكت على يده وانتفعت به، وأحبت لأختي تزويجها للشيخ، فتزوجة، وسكنت النفس من جهتها وبقيت أطلع إلى الجبل فأقيم فيه.
فبينما نحن كذلك إذ قيل: الشيخ أبو الفتح الواسطي وصل، قال: فتقدمت إلى الشيخ وقلت: يا سيدي، هذا الشيخ آبو الفتح الواسطي قد وصل، ولا بد لي من الاجتماع به، فقال لي: يا ولدي، ما أمنعك، رح إليه؛ فإن وجدت عنده زيادة عما
عندي فلك أن تطلب مصلحتك، وإن كان ما عنده إلا ما عندي فإني أحق بك لأني ربيتك. فقلت له ولك ذلك.
قال: فتوجهت إلى الشيخ أبي الفتح، فوحدته قد نزل بخيام، وبين يديه الأمراء والأكابر والعلماء والفقراء، وهو في مرتبة ملك لا يصل مثلي إليه، فبقيت كذلك ثلاثة أيام، والناس على تلك الحال ولا وصول لي إليه، فبقيت أقول في نفسي ما أقول من كثرة هذه الخلائق ومقاصدها، وبت على آنني أصبح أسافر لكوني لم أحد إلى الشيخ
مخ ۱۱۶