واحات عمر: سيرة ذاتية: برخه لومړۍ
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
ژانرونه
مضت الأيام لا يخفف من شدتها غير انقضاض جمال عبد الناصر، الذي أصبح رئيسا للجمهورية، على جمعية الإخوان المسلمين، والوجوم الذي كنت أراه على وجوه أفراد الشلة، واقترابي الشديد من جمال السنهوري الذي كان قد نجح في امتحان المذيعين بالقاهرة، وكان ينتظر خطاب التعيين. كان جمال يعرف ما بي، ويحدثني في ألفة ومودة عن المستقبل، ويقول لي لا تنس قول شوقي:
شباب قنع لا خير فيهم
وبورك في الشباب الطامحينا!
وأحيانا كان يترنم بأغاني فريد الأطرش فحببه إلي (رحمه الله) ولن أنسى ترنمه بأغنية «حبيب العمر».
وسرت ذات يوم وحدي إلى حيث تصورت مصب النيل، بينما هو بعيد كل البعد، ووقفت أتطلع إلى صفحة النيل المنبسطة، وأتخيل معنى المنبع ومعنى المصب، وقصيدة شوقي ترن في أذني، وموسيقى السنباطي تختلط بموسيقى عبد الوهاب. لم أكن أعرف أننا سوف ننتقل إلى القاهرة، ولكنني كنت أعرف أن شيئا ما لا بد أن يحدث. لم يكن هناك مبرر قوي لهذه المشاعر الجارفة، ورأيتها في النفس مثل المياه في النيل، وكأنما هي تتدفق في ذاتي منذ الأزل، وهو ما أتصوره معنى شوقي:
من أي عهد في القرى تتدفق
وبأي كف في المدائن تغدق؟
وعدت أدراجي لأكتب وأقرأ، وأرسم، وكانت لوحاتي تملأ المدرسة دون أن أحفل بما يدور حولي، ودون أن يعرف الناس ما بي! وكنت أحس في أعماقي بأنني معزول، وأحمد الله أن والدي كانا يدركان ذلك كله، فتركاني دون تعنيف، وعندما لم أوفق في الامتحان لم يقولا شيئا. ولكننا انتقلنا بعد ذلك بشهور إلى القاهرة.
في المدينة
1
ناپیژندل شوی مخ