206

واحات عمر: سيرة ذاتية: برخه لومړۍ

واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

ژانرونه

ووصلني خطاب من هيئة الشئون الاجتماعية التابعة للمجلس المحلي بالمدينة، وأنا لا أحب التعامل مع الحكومة أبدا في أي مكان، وقد تكون التعقيدات البيروقراطية التي ورثناها من الإنجليز (أو ما يسمى بالروتين

red tape ) قد أورثتني نفورا من أي تعامل مع الموظفين، وكنت حين يصلني خطاب دون طابع بريد أستريب به وأخشى أن أفضه، وأنا لا أرحب حتى الآن بمثل هذه الخطابات المرسلة في مظاريف مصنوعة من ورق غليظ ذي لون بني، حتى لو كان يحمل لي نبأ سارا؛ ولذلك أسرعت لمقابلة الموظفة في الموعد المحدد، وبدأت تسألني أسئلة غريبة عن ظروف زواجي، وفي أي «مسجد» عقد القران، وبعد أن أبديت من الصبر ما استطعت أن أبديه سألت إحداهما (وكانتا فتاتين في مقتبل العمر، الأولى هي التي تسأل والثانية تسجل ما يقال) عن السبب في ذلك كله، فقالت إننا نخشى أن تكون تزوجتها رغم أنفها؛ فكثير من الأغراب (المسلمين) يفعلون ذلك، وخصوصا من باكستان. وأكدت لها أن زوجتي تزوجتني طائعة مختارة، وأن مصر تختلف عن باكستان في ذلك، وبدا عليهما الاقتناع، فقالت «الرئيسة»: إذن نكتب لك الشيك! شيك؟ نعم. هدية من البلدية للطفلة وقيمتها 25 جنيها! وعدت إلى نهاد أزف إليها النبأ السعيد، وفي أعماقنا تتردد المقولات المصرية التقليدية من أن الطفلة رزقها واسع.

2

أصبحت سارة محور حياتنا، وكانت نهاد تتبع إرشادات الدكتور سبوك في كتابه المشهور «رعاية الطفل والرضيع»، ولم نلبث أن شعرنا بأن الشقة لم تعد كافية، فقدمنا طلبا لاستئجار منزل مستقل في نفس الموقع، وفعلا انتقلنا إلى المنزل رقم 21، وكانت تستأجره زميلة لنا وتقيم فيه مع زوجها كبير المهندسين في العمل، وكان كلاهما قد تقدمت به السن، ولكنها كانت تحافظ على رشاقتها أو قل إنها كانت محتفظة بقوامها

well-preserved ، وكانت تقيم علاقة حميمة مع شخص من أوروبا الشرقية، وزوجها يعاني من التجاهل ويشكو للأصدقاء، ثم أشفقت على حاله امرأة من زميلات زوجته اسمها بتي

Betty ، وكانت تتميز بالمرح والبسمة الدائمة، مما كان يخفي عيوب الهرم، فالعطار لا يصلح ما أفسده الدهر، ولكن المرح يخفيه، وكثيرا ما كنت أعجب للغضون التي تكسو ملامحها ثم لا تكسبها مظهر المسنين! ووجد الزوج المهجور أنيسا شفيقا في تلك المرأة، فكانا يختفيان في فسحة الظهيرة، ثم يظهران وقد توردت الخدود وانبسطت الأسارير، وسرعان ما استقال كل منهما من العمل واختفيا إلى الأبد.

وأذكر أنني كنت أشاهد المنزل مع مستأجرته السابقة قبل الموافقة على الانتقال إليه، وبعد الاتفاق عرضت توصيلي إلى العمل بسيارتها فوافقت وقالت لي ونحن في بعض الطريق: هل تعلم أن «بتي» قد استقالت فقلت لها: «خسارة!» (

) فقالت “Is it?”

فتساءلت عما تعني فأوضحت

Is it a

ناپیژندل شوی مخ