واحات عمر: سيرة ذاتية: برخه لومړۍ
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
ژانرونه
from the horse’s mouth
ثم ترجمت الخطاب كله. وتابعنا بعد ذلك تفاصيل المحاولة الفاشلة، وإعدام المشاركين فيها يوم 13 يوليو، ولم أكن أعمل في ذلك يوم (الثلاثاء) ولكن الله قدر لي أن أعمل في الأسبوع التالي؛ إذ كنت في لندن طول اليوم، وعندما عدت وجدت رسالة تقول: وقع انقلاب في السودان ونريدك للترجمة! واتصلت تليفونيا بالعمل فقيل لي إن علي أن أقضي نوبة ليلية؛ أي من الثانية عشرة حتى الصباح، وعندما وصلت قال لي المشرف:
you’re in clover
يعني «يا بختك يا عم!» فسألته أن يشرح ما يعني فقال إن إذاعة أم درمان انقطعت عن الإرسال ولا توجد مادة للترجمة. وما العمل؟ فقال لي هامسا: «هذا كلام غير رسمي.
off the record
اذهب فنم في غرفة التليفزيون حتى تعود الإذاعة إلى الإرسال، وسوف يوقظك المهندس!» وعملت بنصيحته. وفي الرابعة صباحا كانت المفاجأة!
لقد اعترض القذافي الطائرة التي كانت تقل زعماء الانقلاب الشيوعي (هاشم العطا وعبد الخالق محجوب وغيرهم) وأرغمها على الهبوط في ليبيا، فكان أن تمكنت القوات الموالية لجعفر النميري الرئيس السوداني آنذاك من إحباط الانقلاب، وسرعان ما عاد إلى السلطة، وأعلنت إذاعة أم درمان أنه سيوجه خطابا إلى الأمة (مزيد من الترجمة)، وفي يوليو 23 يوليو أعدم أربعة من زعماء الانقلاب! عيد ثورتنا! وخطاب آخر للسادات .. مزيد من الترجمة!
خطاب آخر؟ أين الخطاب الأول؟ كان ذلك يوم الجمعة 14 مايو فيما يسمى بثورة التصحيح. وكانت ترجمته عسيرة؛ فهو يستخدم تعبيرات عامية، ويتحدث لغة لم نعتدها في الترجمة السياسية: «عايزين يهبشوا رئيس الجمهورية» (
to get at ... ) «اتنين لواءات بوليس قلت أحطهم في السجن.» وكانت الأزمة قد بدأت يوم الثلاثاء حين استقال شعراوي جمعة وزير الداخلية، وتصاعدت حتى تغير شكل الحكومة تماما، لكنني كنت في المكتبة ولم أطلع على التفاصيل إلا من الصحيفة في صبيحة يوم الأربعاء، وقرأت المزيد يوم الخميس ثم بدأت الترجمة يوم 14 واستمرت ليوم 15 مايو 1971م!
أما خطاب يوليو فكان تقليديا، ولم تكن فيه صعوبات، وعندما عدت إلى المنزل وجدت خطابا من سمير سرحان يقول إنه قادم مع زوجته نهاد جاد إلى لندن في الشهر القادم! وحجزت لهما غرفة كبيرة في بيت الطلاب القديم (جنيه واحد في الليلة) فالطلاب يتركون البيت في الصيف والإنجليز يؤجرون الغرف الخالية لمعارف الطلاب أو الطلاب السابقين بأسعار زهيدة، وجاء سمير ونهاد إلى لندن وقضينا معهما أياما سعيدة، فذهبنا إلى المسرح وشاهدنا مسرحية أيام زمان
ناپیژندل شوی مخ