واحات عمر: سيرة ذاتية: برخه لومړۍ

محمد عناني d. 1443 AH
200

واحات عمر: سيرة ذاتية: برخه لومړۍ

واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

ژانرونه

حدث في صباح يوم أحد، وكنا نقرأ معا صحف نهاية الأسبوع أن دق أحدهم الباب فقمت إليه فإذا برجل وامرأة طاعنين في السن يلقيان علي تحية الصباح، ثم سألاني: أنتم مؤمنون بالله؟ فخفت أن يكونا من «شهود يهوه» وهي طائفة يرميها الناس بالخبل، فأسرعت أقول نحن مسلمون! فابتسم الرجل وقال: إذن تؤمنون بالله. وتقدم للدخول مع المرأة! لم أستطع منعهما ونهضت نهاد فرحبت بهما وصنعت لهما الشاي، وما إن جلسا حتى انطلق كل منهما يتحدث بإسهاب عن الفرق الدينة التي بلغ عددها - فيما قالا - 250 فرقة وطائفة، وحدست ما يرميان إليه؛ فمن المؤكد أنهم سيقولان إنها جميعا ضالة، وإنهما ينتميان إلى الفرقة الناجية، بل وسوف يدعواننا إليها. وصح ما توقعته وإن كانا قد استغرقا وقتا طويلا في التمهيد للدعوة. أما ما يعتبرانه الفرقة الناجية فهي المورمونية، أو طائفة الملاك مورمون، وسوف ألخص فيما يلي ما قالاه؛ إذ أفادني فيما بعد، دون أن أدري، في فهم أحد التيارات الرئيسية في الفكر الغربي وهو التيار الديني.

بدأ العجوزان الحديث بانتقاد أخلاق أهل العصر، والقطع بأن مرد ذلك كله إلى نضوب معين الحياة الروحية لدى الجميع؛ لأن الدين تحول إلى مؤسسات بشرية، تخضع لأهواء المفسرين، وقد تنحرف هذه المؤسسات حتى لو صدق القائمون عليها؛ لأنهم بشر وشيمة البشر الخطأ، والدين في رأيهما نبع متجدد ولا يجب أبدا أن يقول أحد بانقطاع الوحي؛ فالله الذي خلق العالم لم يتركه في أيدي الكهنة بل يوحي دائما إلى كل روح بالرؤى التي تساعدها على إدراك جلالته وعظمته، والإسلام في رأيهما شاهد على ذلك؛ فالمسلم يتوجه إلى ربه بالصلاة وحده، ويتحمل وحده أوزاره، ويثاب على فعاله أو يعاقب، مهتديا بضميره وبالروح التي هي قبس من روح الله.

وبدأ الضيفان في دعوتنا إلى تأمل المورمونية التي تقول إن الروح إذا نمت وترعرعت أصبحت إلها؛ ولذلك فإنهما يؤمنان بأن في أعماقنا آلهة كثيرة هي الأرواح التي تدفعنا إلى فعل الخير وتصرفنا عن ارتكاب الشرور، ودعيانا إلى تأمل تعاليم الملاك مورمون وهي التي يضمها سفر مورمون الذي ترجمه (القديس) جوزيف سميث في أمريكا في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وتعاليمه لا تتناقض في رأيهما مع الإسلام؛ فهي تدعو إلى تعدد الزوجات، وتعدد وجهات النظر، وقالا إن الخلاف والاختلاف من سمات البشر؛ ولذلك فالدين الحقيقي لا بد أن يسمح بذلك وهذا هو ما تدعو إليه المورمونية ، ونظرت في ساعتي ثم نهضت إيذانا بانتهاء الزيارة فنهضا وانصرفا!

وكان لدينا في العمل شاب أمريكي يدعى «ألان» (ولا أعرف له اسما آخر) أشيع عنه أنه مورموني، فسألته عما سمعته من العجوزين فقص علي القصة بالتفصيل، قبل أن أقرأ عنها بعد عشر سنوات في قصص شرلوك هومز (هولمز) التي كتبها السير آرثر كونان دويل

Doyle

البريطاني، وموجزها أن في الولايات المتحدة مؤسسة كنسية تسمى كنيسة القديسين المتأخرين

Church of Latter-Day Saints

تؤمن بأن هناك سفرا يسمى سفر مورمون

Book of Mormon

تعتبره تلك الكنيسة من أسفار الكتاب المقدس وإن كان لم «ينزل» إلا في القرن التاسع عشر على رجل يدعى جوزيف سميث فترجمه في عام 1930م، ونشره في بالميرا

ناپیژندل شوی مخ