الوافي بالوفیات
الوافي بالوفيات
ایډیټر
أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
خپرندوی
دار إحياء التراث
د خپرونکي ځای
بيروت
بن مسْعدَة املاء قَالَ سَمِعت عبد الله بن سَلام يَقُول أَنْشدني عَبدة بن زِيَاد الْأَصْبَهَانِيّ من قَوْله الْكَامِل
(دين النَّبِي مُحَمَّد أَخْبَار ... نعم المطية للفتى الْآثَار)
(لَا تخدعن عَن الحَدِيث وَأَهله ... فَالرَّأْي ليل والْحَدِيث نَهَار)
(ولربما غلط الْفَتى سبل الْهدى ... وَالشَّمْس بازغة لَهَا أنوار)
أَنْشدني وَالِدي أَبُو عَمْرو مُحَمَّد قَالَ أَنْشدني وَالِدي أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن سيد النَّاس رحمهمَا الله تَعَالَى قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مفرج النباتي قَالَ أَنْشدني أَبُو الْوَلِيد سعد السُّعُود بن أَحْمد بن هِشَام قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْملك أَنْشدني أَبُو أُسَامَة يَعْقُوب قَالَ أَنْشدني وَالِدي الْفَقِيه الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد ابْن حزم لنَفسِهِ الرمل
(من عذيري من أنَاس جهلوا ... ثمَّ ظنُّوا أَنهم أهل النّظر)
(ركبُوا الرَّأْي عنادًا فسروا ... فِي ظلام تاه فِيهِ من غبر)
(وَطَرِيق الرشد نهج مهيع ... مثل مَا أَبْصرت فِي الْأُفق الْقَمَر)
(وَهُوَ الْإِجْمَاع وَالنَّص الَّذِي ... لَيْسَ إِلَّا فِي كتاب أَو أثر)
وَالله الْمَسْئُول أَن يلهمنا رشدا يدلنا عَلَيْهِ وَدلَالَة تهدينا إِلَى مَا يزلفنا لَدَيْهِ وهداية يسْعَى نورها بَين أَيْدِينَا إِذا وقفنا يَوْم الْعرض بَين يَدَيْهِ بمنه وَكَرمه
٣ - (جمال الدّين مُحَمَّد بن نَبَاته مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن)
ابْن أبي الْحسن بن صَالح بن عَليّ بن يحيى بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب أبي يحيى عبد الرَّحِيم بن)
نَبَاته الفارقي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد الحذاقي الشَّافِعِي جمال الدّين أَبُو بكر الأديب النَّاظِم الناثر تفرد بلطف النّظم وعذوبة اللَّفْظ وجودة الْمَعْنى وغرابة الْمَقْصد وجزالة الْكَلَام وانسجام التَّرْكِيب وَأما نثره فَإِنَّهُ الْغَايَة فِي الفصاحة سلك مَنْهَج الْفَاضِل ﵀ وحذا حذوه واطفأ نور ابْن عبد الظَّاهِر فَلم يدع لَهُ فِي الْقُلُوب حظوة وَأما خطه فأغلى قيمَة من الدّرّ لَو رزق حظا وأغزر دِيمَة من الْغَيْث إِلَّا أَن الزَّمَان أصبح قلبه عَلَيْهِ فظًا لَو أنصفه الدَّهْر كَانَ للْكتاب إِمَامًا وَلَو رقاه رتبًا يَسْتَحِقهَا لغرد سجعه حَماما وانسجم لَفظه غمامًا وطلع بدر فَضله تَمامًا الْكَامِل
(وغضارة الْأَيَّام تأبى أَن يرى ... فِيهَا لأبناء الذكاء نصيب)
(ولذاك من صحب اللَّيَالِي طَالبا ... جدا وفهمًا فَاتَهُ الْمَطْلُوب)
ولد بِمصْر فِي زقاق الْقَنَادِيل سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَنَشَأ بالديار المصرية وَبهَا تأدب واشتغل بفني النّظم والنثر وَسمع مِمَّن أمكنه السماع مِنْهُ وَكَانَ لَهُ بِالْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد
1 / 234