الوافي بالوفیات
الوافي بالوفيات
پوهندوی
أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
خپرندوی
دار إحياء التراث
د خپرونکي ځای
بيروت
فَقَالَ السُّلْطَان رياضة النَّفس فِي احتمالي فَقَالَ مظفر وروضة الْحسن فِي حلاه فَقَالَ السُّلْطَان اسمر لدن القوام المى فَقَالَ مظفر يعشقه كل من يرَاهُ فَقَالَ السُّلْطَان ريقته كلهَا مدام فَقَالَ مظفر ختامها الْمسك من لماه فَقَالَ السُّلْطَان ليلته كلهَا رقاد فَقَالَ مظفر وليلتي كلهَا انتباه فَقَالَ السُّلْطَان وَمَا يرى ان يهين عبدا فَسكت مظفر سَاعَة فَقَامَ وَقَالَ)
بِالْملكِ الْكَامِل احتماه وَكَانَت فِي يَد الْكَامِل ورقة يكْتب فِيهَا مَا ينظمانه فألقاها من يَده إِلَى الزين الدمياطي وَأمره أَن يكْتب لِئَلَّا يكْتب مديحه بِيَدِهِ قَالَ مظفر فَقلت مخلع الْبَسِيط
(الْعَالم الْعَامِل الَّذِي ... فِي كل حلاه ترى أَبَاهُ)
(لَيْث وغيث وَبدر تمّ ... ومنصب جلّ مرتقاه)
وَلما اسْتردَّ الْكَامِل دمياط من الفرنج وطلبوا مِنْهُ الْأمان أرسل إِلَيْهِم ابْنه الصَّالح أَيُّوب وَابْن أَخِيه شمس الْمُلُوك وَجَاءَت مُلُوك الفرنج إِلَى الْكَامِل فالتقاهم وأنعم عَلَيْهِم وَضرب لَهُم الْخيام وَوصل الْأَشْرَف مُوسَى والمعظم عِيسَى فِي تِلْكَ الْحَالة إِلَى المنصورة فِي ثَالِث شهر رَجَب سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة فَجَلَسَ الْكَامِل مَجْلِسا عَظِيما فِي خيمة كَبِيرَة عالية وَمد سماطًا عَظِيما وأحضر مُلُوك الفرنج والخيالة ووقف أَخَوَاهُ الْأَشْرَف والمعظم فِي خدمته وَقَامَ رَاجِح الحلى الشَّاعِر وَأنْشد قَوْله الطَّوِيل
(هَنِيئًا فَإِن السعد رَاح مخلدًا ... وَقد أنْجز الرَّحْمَن بالنصر موعدا)
(حبانا إِلَه الْخلق فتحا بدا لنا ... مُبينًا وأنعامًا وَعزا مُؤَبَّدًا)
(تهلل وَجه الدَّهْر بعد قطوبه ... وَأصْبح وَجه الشّرك بالظلم أسودا)
(وَلما طَغى الْبَحْر الخضم بأَهْله التطغاة وأضحى بالمراكب مزبدا أَقَامَ لهَذَا الدّين من سل عزمه ... صقيلًا كَمَا سل الحسام المهندا)
(فَلم ينج إِلَّا كل شلو مجدل ... ثوى مِنْهُم أَو من ترَاهُ مُقَيّدا)
(ونادى لِسَان الْكَوْن فِي الأَرْض رَافعا ... عقيرته فِي الْخَافِقين ومنشدا)
(أعباد عِيسَى أَن عِيسَى وَحزبه ... ومُوسَى جَمِيعًا ينصران مُحَمَّدًا)
1 / 160