وفيات الأعيان و أنباء ابناء الزمان
وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان
پوهندوی
إحسان عباس
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
حتى أذكره، وكتابه مشهور، وما ذكرته إلا لأجل كتابه، فقد يتشوف الواقف عليه إلى معرفة زمانه.
٤٣ - (١)
ثعلب النحوي
أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار النحوي الشيباني بالولاء المعروف بثعلب؛ ولاؤه لمعن بن زائد الشيباني الآتي ذكره في حرف الميم، وإن شاء الله تعالى كان إمام الكوفيين في النحو واللغة، سمع ابن العرابي والزبيربن بكار وروى عنه الخفش الأصغر وأبو بكر ابن الانباري وأبو عمر الزاهد وغيرهم، وكان ثقة حجة صالحًا مشهورًا بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم، مقدمًا عند الشيوخ منذ هو حدث، وكان ابن الأعرابي إذا شك في شيء قال له: ما تقول يا أبا العباس في هذا ثقة بغزارة حفظه. وكان يقول: ابتدأت في طلب العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين، ونظرت في " حدود " الفراء (٢) وسني ثماني عشرة سنة، وبلغت خمسا وعشرين سنة وما بقيت علي مسألة للفراء إلا وأنا أحفظها.
وقال أبو بكر ابن مجاهد المقرئ (٣): قال لي ثعلب: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلة أصحاب الفقه بالفقه ففازوا، واشغل ة أنا بزيد وعمرو، فليت شعري
(١) ترجمة ثعلب في تاريخ بغداد ٥: ٢٠٤ والفهرست: ٧٤ ومعجم الأدباء ٥: ١٠٢ ونزهة الألباء: ١٥٧ وانباه الرواة ١: ١٣٨ والزبيدي: ١٥٥ وبغية الوعاة: ١٧٢ والوافي ٧، الورقة: ١١٠ وغاية النهاية: ١٤٨ وتذكرة الحفاظ: ٢١٤ والعبر ٢: ٨٨ والشذرات ٢: ٢٠٧ والبداية والنهاية ١١: ٩٨ والنجوم ٣: ١٣٣ ونور القبس: ٣٣٤. (٢) هو كتاب في الإعراب جمع فيه ستة وأربعين حدًا. (٣) أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد من شيوخ القراء، توفي سنة ٣٢٤ (انظر غاية النهاية ١: ١٣٩) .
1 / 102