358

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

جغرافیه
منها، فقال عمر: اجعل بيني وبينك من شئت، فقال: أبي بن كعب، فانطلقا إلى أبي فقصّا عليه القصة، فقال أبي: إن شئتما حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، فقالا:
حدّثنا، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله أوحى إلى داود أن ابن لي بيتا أذكر فيه، فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس، فإذا تربيعها بزاوية بيت رجل من بني إسرائيل، فسأله داود أن يبيعه إياها، فأبى، فحدث داود نفسه أن يأخذه منه، فأوحى الله إليه: أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتا أذكر فيه، فأردت أن تدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغصب، وإن عقوبتك ألاتبنيه، قال: يا رب فمن ولدي، قال: فمن ولدك، فأخذ عمر بمجامع أبي بن كعب فقال: جئتك بشيء فجئت بما هو أشد منه، لتخرجن مما قلت، فجاء يقوده حتى دخل المسجد، فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول الله ﷺ فيهم أبو ذر، فقال أبي: نشدت الله رجلا سمع رسول الله ﷺ يذكر حديث بيت المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه إلا ذكره، فقال أبو ذر:
أنا سمعته من رسول الله ﷺ، وقال آخر: أنا سمعته، يعني من رسول الله ﷺ، قال:
فأرسل أبيا، قال: فأقبل أبي على عمر فقال: يا عمر أتتهمني على حديث رسول الله ﷺ؟ فقال عمر: والله يا أبا المنذر ما اتهمتك عليه، ولكن أردت أن يكون الحديث عن رسول الله ﷺ ظاهرا، قال: وقال عمر للعباس: اذهب فلا أعرض لك في دارك، فقال العباس: أما إذا قلت ذلك فإني قد تصدقت بها على المسلمين أوسع عليهم في مسجدهم، فأما وأنت تخاصمني فلا، قال: فخط له عمر داره التي هي اليوم، وبناها من بيت مال المسلمين.
في سنن البيهقي قبل كتاب الرجعة عن أبي هريرة ﵁ قال: لما أراد عمر ﵁ أن يزيد في مسجد رسول الله ﷺ وقعت زيادته على دار العباس ﵁، فأراد عمر أن يدخلها في المسجد ويعوضه منها، فأبى، وقال: قطيعة «١» رسول الله ﷺ، فاختلفا، فجعل بينهما أبيّ بن كعب ﵁، فأتياه في منزله، وكان يسمى سيد المسلمين، فأمر لهما بوسادة، فألقيت لهما فجلسا عليها بين يديه، فذكر عمر ما أراد، وذكر العباس قطيعة رسول الله ﷺ، فقال أبيّ ﵁: إن الله ﷿ أمر عبده ونبيه داود أن يا بني له بيتا، قال: أي رب، وأين هذا البيت؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا

(١) القطيعة: الجزء من الأرض يملّكه الحاكم لمن يريد من أتباعه منحة. (ج) قطائع.

2 / 69