350

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

جغرافیه
ورواه مسلم من طريق مالك بن أنس بنحوه، وقال: لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر.
والخوخة: طاقة في الجدار تفتح لأجل الضوء، ولا يشترط علوها، وحيث تكون سفلى يمكن الاستطراق منها لاستقراب الوصول إلى مكان مطلوب، وهو المقصود هنا، لهذا أطلق عليها باب، وقيل: لا يطلق عليها باب إلا إذا كانت تغلق.
وفي حديث ابن عباس المشار إليه في الصلاة أن ذلك في مرضه ﷺ الذي مات فيه، ولمسلم من حديث جندب: سمعت النبي ﷺ يقول قبل أن يموت بخمس ليال، وذكر الحديث.
وروى عبد الله بن أحمد برجال ثقات عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر.
وروى الطبراني بإسناد حسن عن معاوية ﵁ نحوه، وفيه أن ذلك بعد أن صب عليه ﷺ من سبع قرب من آبار شتى، ولفظه: انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من باب أبي بكر.
وروى أبو يعلى- ورجاله ثقات- عن عائشة نحوه أيضا.
وفي طبقات ابن سعد: أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد أن النبي ﷺ قال: إن أعظم الناس علي منّا في صحبته وذات يده أبو بكر، فأغلقوا هذه الأبواب الشارعة كلها في المسجد إلا باب أبي بكر.
وقال قتيبة بن سعيد: قال الليث بن سعد: قال معاوية بن صالح: فقال ناس: أغلق أبوابنا وترك باب خليله، فقال رسول الله ﷺ: قد بلغني الذي قلتم في باب أبي بكر، وإني أرى على باب أبي بكر نورا، وأرى على ابوابكم ظلمة.
وفيها أيضا: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال: لما أمر رسول الله ﷺ بالأبواب تسد إلا باب أبي بكر قال عمر: يا رسول الله دعني افتح كوة أنظر إليك حين تخرج إلى الصلاة، فقال رسول الله ﷺ: لا.
قال الخطابي وابن بطال: في هذا الحديث إشارة قوية إلى استحقاق أبي بكر ﵁ للخلافة، ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي ﷺ في الوقت الذي أمرهم فيه ألايؤمهم إلا أبو بكر.
قال الحافظ ابن حجر: وقد ادعى بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة، والأمر بالسد كناية عن طلبها، كأنه قال: لا يطلبن أحد الخلافة إلا أبا بكر فإنه لا حرج عليه في طلبها،

2 / 61