وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
جغرافیه
حبس دارا جاز له أن يسكن منها في موضع، وتعقّبه ابن المنير بمنع أصل الدعوى، وقد ترجم ابن شبة لعلم دور أزواج النبي ﷺ بالمدينة، وذكر عن جماعة منهن اتخاذ دور في أماكن متفرقة من المدينة، فتلك غير الحجر المذكورة، والظاهر أن اتخاذهن لذلك كان بعد وفاة النبي ﷺ، والله أعلم.
الفصل العاشر في حجرة فاطمة بنت النبي ﷺ ورضي الله عنها
أسند يحيى عن عيسى بن عبد الله عن أبيه أن بيت فاطمة ﵂ في الزور الذي في القبر، بينه وبين بيت النبي ﷺ خوخة.
وأسند عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال: كان بيت فاطمة في موضع الزور مخرج النبي ﷺ، وكانت فيه كوة إلى بيت عائشة ﵂، فكان رسول الله ﷺ إذا قام إلى المخرج اطلع من الكوة إلى فاطمة فعلم خبرهم، وأن فاطمة ﵂ قالت لعلي: إن ابني أمسيا عليلين فلو نظرت لنا أدما «١» نستصبح به «٢»، فخرج علي إلى السوق فاشترى لهم أدما، وجاء به إلى فاطمة فاستصبحت، فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم، وذكر كلاما وقع بينهما، فلما أصبحوا سألت فاطمة النبي ﷺ أن يسد الكوة، فسدها رسول الله ﷺ.
وأسند يحيى عقب ذلك حديث عائشة «قلت: يا رسول الله ندخل كنيفك فلا نرى شيئا من الأذى، فقال: الأرض تبلع ما يخرج من الأنبياء من الأذى فلا يرى منه شيء» فأشعر صنيع يحيى أن المراد من المخرج موضع الكنيف، وأفهم ذلك أن المخرج المذكور كان خلف حجرة عائشة ﵂، بينها وبين بيت فاطمة ﵂، وذلك يقتضي أن يكون محله في الزور، أعني الموضع المزور شبه المثلث في بناء عمر بن عبد العزيز في جهة الشام.
ويشهد لذلك ما أسنده يحيى عن مسلم عن ابن أبي مريم أن عرض بيت فاطمة بنت رسول الله ﷺ إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوان المواجهة الزور، قال: وكان بابه في المربعة التي في القبر.
وقد أسند أبو غسان كما قاله ابن شبة عن مسلم بن سالم بن مسلم بن أبي مريم قال:
عرّس علي ﵁ بفاطمة بنت رسول الله ﷺ إلى الأسطوان التي خلف الأسطوان
(١) الأدم: ما يستمرأ به الخبز. والمراد هنا الزيت.
(٢) نستصبح به: نوقد به المصباح.
2 / 57