الوفا په مصطفی باندې حالاتو سره
الوفا بأحوال المصطفى
پوهندوی
مصطفى عبد القادر عطا
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
1408هـ-1988م
د خپرونکي ځای
بيروت / لبنان
عن ابن عباس قال : لما ظهر ابن ذي يزن على الحبشة بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم أتت وفود العرب وشعراؤها تهنيه وتمدحه ، فأتاه فيمن أتاه وفد من قريش فيهم عبد المطلب بن هاشم ، وأمية بن عبد شمس ، وعبدالله بن جدعان ، وخويلد بن أسد في ناس من وفود قريش ، فقدموا عليه صنعاء ، فإذا هو في رأس غمدان الذي ذكره أمية بن أبي الصلت : | اشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا | في رأس غمدان دارا منك محلالا | فدخل عليه الإذن فأخبره بمكانهم ، فأذن لهم . | فدنا عبد المطلب واستأذنه في الكلام فقال له : إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك . | فقال : إن الله أحلك أيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا باذخا ، وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته ، وثبت أصله وبسق فرعه ، في أكرم موطن وأطيب معدن ، فأنت ملك العرب وربيعها الذي يخصب ، وأمير العرب الذي له تنقاد ، وعمودها الذي عليه العماد ومعقلها الذي تلجأ إليه العباد ، سلفك ( لك ) خير سلف ، وأنت لنا منهم خير خلف ، فلن يخمل من أنت سلفه ، ولن يهلك من أنت خلفه . نحن أيها الملك أهل حرم الله عز وجل وسدنة بيته ، أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشفك الكرب الذي فدحنا ، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة . | قال : وأيهم أنت أيها المتكلم ؟ | قال : أنا عبد المطلب بن هاشم . | قال : ابن أختنا ؟ يعني الأنصار . | قال : نعم . | قال : أدنه . فأدناه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال : مرحبا وأهلا ، وناقة ورحلا ، ومستناخا سهلا ، وملكا سمحلا يعطي عطاء جزلا ، قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم ، وأنتم أهل الليل والنهار ، ولكم الكرامة ما أقمتم والحباء إذا ظعنتم . | ثم نهضوا إلى دار الضيافة والرفد ، فأقاموا شهرا لا يصلون إليه ولا يأذن لهم بالانصراف ، ثم انتبه لهم انتباهة فأرسل إلى عبد المطلب فأدنى مجلسه وأخلاه وقال : يا عبد المطلب إني مفوض إليك من سر علمي ما لو لم يكن غيرك لم أبح به ، ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك عليه ، فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه ، فإن الله بالغ أمره ، فإني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اختزناه لأنفسنا واحتجبناه دون غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما ، فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس عامة ، ولرهطك كافة ، ولك خاصة . | قال عبد المطلب : أيها الملك مثلك سر وبر فما هو ؟ فدا لك أهل الوبر زمرا بعد زمر . | قال : إذا ولد مولود بتهامة ، غلام بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ولكم به الزعامة ، إلى يوم القيامة . | فقال عبد المطلب : أبيت اللعن ، لقد أبت بخير ما آب به وافد ، ولولا هيبة الملك وإجلاله وإعظامه لسألت من ساره إياي ما أزداد به سرورا . | قال ابن ذي يزن : هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد ، واسمه محمد ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ، قد ولدناه مرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه ، يضرب بهم الناس عن عرض ويمسح بهم كرائم الأرض ، يكسر الأوثان ، ويخمد النيران ويعبد الرحمن ، ويدحر الشيطان ، قوله فصل وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهي عن المنكر ويبطله . | قال عبد المطلب : عز جدك وعلا كعبك ودام ملكك وطال عمرك فهل الملك ساري بإفصاح فقد أوضح لي بعض الإيضاح ؟ | قال ابن ذي يزن : والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب . | فخر عبد المطلب ساجدا ، فقال له : ارفع رأسك ثلج صدرك وعلا أمرك ، فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك ؟ | قال : أيها الملك كان لي ابن وكنت به معجبا وعليه رفيقا ، زوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب ، فولدت غلاما فسميته محمدا ، مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه . | قال ابن ذي يزن : إن الذي قلت لك كما قلت ، فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود ، فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا ، واطو ما ذكرت لك عن هؤلاء الرهط الذين معك ، فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن يكون لكم الرياسة ؛ فيطلبون لك الغوائل وينصبون لك الحبائل ، وهم فاعلون أو أبناؤهم ، ولولا أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورحلي حتى أصير يثرب دار ملكي ، فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن بيثرب استحكام أمره وأهل نصرته وموضع قبره ، ولولا أني أقيه الآفات وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنه أمره ولأوطأت أسنان العرب عقبه ، ولكني سأصرف ذلك إليك من غير تقصير بمن معك . وأمر لكل واحد منهم بعشرة أعبد ، وعشرة إماء ، ومائة من الإبل ، وحلتين من البرود ، وخمسة أرطال ذهبا وعشرة أرطال فضة وكرش مملوءة عنبرا ، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك وقال : إذا جاء الحول فائتني . فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول . | وكان عبد المطلب كثيرا ما يقول : يا معشر قريش لا يغبطني أحد بجزيل عطاء الملك وإن كثر فإنه إلى نفاد ، ولكن ليغبطني مما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره ومجده وشرفه فإذا قيل : ومتى ذلك ؟ قال : سيعلم ولو بعد حين . | وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس : | جلبنا النصح تحقبه المطايا | على أكوار أجمال ونوق | مغلغلة مرابعها ثقالا | إلى صنعاء من فج عميق | نؤم بنا ابن ذي يزن وتقرى | ذوات بطونها أم الطريق | فلما وافقت صنعاء حلت | بدار الملك والحسب العريق
2 ( الباب الخامس والثلاثون | في ذكر موت عبد المطلب ) 2
قالوا : لما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلى
مخ ۱۲۵