الوفا په مصطفی باندې حالاتو سره
الوفا بأحوال المصطفى
پوهندوی
مصطفى عبد القادر عطا
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
1408هـ-1988م
د خپرونکي ځای
بيروت / لبنان
عن أبي هريرة قال : والله إني كنت لأعتمد على كبدي بالأرض من الجوع ، ولقد قعدت على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فلم يفعل . فمر عمر فسألته فلم يفعل . | فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، فعرف ما بوجهي وما في نفسي ، فقال : ( يا أبا هريرة ) . | فقلت : لبيك يا رسول الله . | قال : ( إلحق ) . فاتبعته ، فاستأذنت فأذن لي ، فوجد لبنا في قدح فقال : ( من أين لكم هذا اللبن ؟ ) . | فقالوا : أهداه فلان وآل فلان . | قال : ( أبا هر ) . | قلت : لبيك يا رسول الله . | قال : ( انطلق إلى أهل الصفة ) . | قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لم يأووا إلى أهل ولا مال ، إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها . | قال : فأحزنني ذلك ، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي ، فقلت : أنا الرسول إذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ، فما يبقى لي من هذا اللبن . | ولم يكن بد من طاعة الله وطاعة رسوله ، فانطلقت فدعوتهم ، فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم ، فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : ( أبا هر ، خذ فأعطهم ) . فأخذت القدح فجعلت أعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي ثم يرد القدح ، وأعطيه الآخر فيشرب حتى يروي ثم يرد القدح ، حتى أتيت على آخرهم . | ودفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ القدح ، فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه فنظر وتبسم وقال : ( أبا هر ) . | قلت : لبيك يا رسول الله . | قال : ( بقيت أنا وأنت ) . | فقلت : صدقت يا رسول الله . | قال : ( اقعد واشرب ) . | قال : فقعدت فشربت . ثم قال لي : ( اشرب ) . فشربت . فما زال يقول اشرب وأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد لها في مسلكا . | قال : ( ناولني القدح ) . فرددت إليه القدح فشرب الفضلة .
مخ ۲۹۶