223

الوفا په مصطفی باندې حالاتو سره

الوفا بأحوال المصطفى

پوهندوی

مصطفى عبد القادر عطا

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

1408هـ-1988م

د خپرونکي ځای

بيروت / لبنان

عن عمران بن حصين قال : كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها ، فما أيقظنا إلا حر الشمس . | فكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ، كان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف ، ثم عمر بن الخطاب الرابع . | وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه . | فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس ، وكان رجلا أجوف جليدا ، قال : فكبر ورفع صوته بالتكبير ، حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم . | فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إليه الذي أصابهم ، فقال : ( لا ضير أو لا تضير ، ارتحلوا ) . | فارتحلوا فسار غير بعيد ، ثم نزل فدعا بالوضوء ، فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس . | فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم ، قال : ( ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ؟ ) . | فقال : يا رسول الله ، أصابتني جنابة ولا ماء . | قال : ( عليك بالصعيد ) . | ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشكا إليه الناس العطش ، فنزل فدعا فلانا ، كان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف ، ودعا عليا فقال : اذهبا فابغيا لنا الماء . | قال : فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير ، فقالا لها : أين الماء ؟ | فقالت : عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف . | فقالا لها : انطلقي إذن . | قالت : إلى أين ؟ | قالا : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . | قالت : هذا الذي يقال له الصابىء ؟ | قالا : هو الذي تعنين ، فانطلقي . | فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثاه الحديث ، فاستنزلوها عن بعيرها ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء ، فأفرغ منه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما ، وأطلق العزالي ، ونودي في الناس : أن اسقوا واستقوا . | فسقى من شاء واستقى من شاء ، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء ، فقال : ( اذهب فأفرغه عليك ) . | قال : وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها . | قال : وأيم الله ، لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملئة منها حين ابتدأ فيها . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اجمعوا لها ) . | فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة ، حتى جمعوا لها طعاما كثيرا ، وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ، ووضعوا الثوب بين يديها . | فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلمين والله ما رزئنا من مائك شيئا ، ولكن الله عز وجل هو الذي سقانا ) . | قال : فأتت أهلها وقد احتبست عنهم ، فقالوا : ما حبسك يا فلانة ؟ | قالت : العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابىء ، ففعل بمائي كذا وكذا ، فوالله إنه لأسحر من بين هذه وهذه . وقالت بإصبعيها السبابة والوسطى فرفعتهما إلى السماء ؛ تعني : السماء والأرض ، أو إنه لرسول الله حقا . | قال : فكان المسلمون يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه ، فقالت يوما لقومها : ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا ، فهل لكم في الإسلام ؟ | فأطاعوها فدخلوا في الإسلام . | أخرجاه .

مخ ۲۸۸