وقيل: سنة ثلاثين وأربع مئة (١).
أسْرتُه:
يقول ابن عقيل عن أسرته: "فأما أهل بيتي: فإن بيت أبي كلهم أرباب أقلام وكتابة، وشِعرٍ وآداب، وكان جدي محمد بن عقيل كاتب حضرة بهاء الدولة، وهو المنشىء لرسالة عَزْل الطائع وتولية القادر، ووالدي أنظر الناس وأحسنهم جدلًا وعلمًا، وبيت أمي بيت الزهري، صاحب الكلام والمدرس على مذهب أبي حنيفة" (٢).
ولابن عقيل ولدان ماتا في حياته:
أحدهما: أبو الحسن عقيل، وكان في غاية الحُسن، فَهِمًا، تفقه على أبيه، وناظر في الأصول والفروع، وكان فقيهًا، فاضلًا، يقول الشِّعر، وقد توفي في حياة أبيه سنة عشر وخمس مئه (٣)، وتجلَّد والدُه عند وفاته، وظهر من صبره ورضاه بقضاء الله سبحانه الشيء العُجاب.
يقول ابن عقيل في ذلك: "مات ولدي عقيل وكان قد تفقه وناظر، وجمع أدبًا حسنًا، فتعزَّبتُ بقصة عمرو بن عبد وُدٍّ الذي قتله عليٌّ ﵁، فقالت أمه ترثيه:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله ... ما زلتُ أبكي عليه دائم الأبد
لكنَّ قاتِلهُ من لا يُقادُ به ... من كان يُدعى أبوه بيضة البلدِ
فأسْلاها وعزاها جلالة القاتل، وفخرها بأن ابنها مقتوله، فنظرت إلى
_________
(١) مناقب الإمام احمد: ٦٣٥.
(٢) المنتظم ٩/ ٢١٣، ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣، المنهج الأحمد ٢/ ٢٥٣.
(٣) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٦٣ - ١٦٤.
مقدمة / 11