وادي نطرون
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
ژانرونه
الشهيرة التي بلغت شهرتها مبلغا كبيرا في جغرافية مصر من ابتداء القرن الرابع الميلادي. وقد اكتسبت هذه الشهرة من سيرة الرهبان الذين استوطنوها واتخذوها مقرا لنسكهم وعبادتهم في عهود القديس مقار وخلفائه وسيأتي الكلام عنهم في محله. أما الآن فيحسن بنا تحقيق ما يأتي:
روى شامبليون في مؤلفه «مصر فى عهد الفراعنة - ج 2 ص 295» أن بطليموس أحد العلماء الجغرافيين في القرن الثاني الميلادي ذكر منطقة من لوبية المصرية باسم سيتياكا ريجيو
Scythiaca Regio
وعين موقعها في جنوب بحيرة مريوط. ويرى شامبليون أن هذه المنطقة نظرا لاتساعها وامتدادها لايمكن أن تكون برية شيهات المعروفة فى عهد القبط والعرب. وأنها تنطبق حتما على الصحراء الكبيرة الواقع فيها بحيرات النطرون.
ونحن نرى أن هذا الرأى مصيب وأنه الحقيقة بعينها لأن شامبليون ذكر بعد ذلك بالصفحة (298) من كتابه السابق أن بطليموس وضع فى المنطقة عينها مدينة صغيرة تسمى سياتيس
Scyathis . ومن المسلم به أن المدن صغيرة أو كبيرة لايمكن أن توجد إلا في منطقة صالحة للسكنى. وأن أهم شرط للسكنى هو وجود الماء. وحيث أنه لا يوجد فى سائر أرجاء هذه الناحية الماء إلا في وادي النطرون وينعدم بالكلية من الجهات المحيطة به لهذا استقر بنا الرأى على أن مدينة سياتيس المذكورة كانت في وادي النطرون بلا مراء.
وذكر شامبليون أيضا نقلا عن سان جيروم “Saint Jérôm” . من أهل القرن الرابع الميلادي أنه كان يوجد في تلك المنطقة مدينة أخرى يقال لها «نيتريا
Nitrie » وأضاف إلى ذلك أنه لا شك فى أنها كانت تسمى بلغة المصريين القدماء فايبهوسيم “Phapihosem”
أي مدينة النطرون، وأما اسم نيتريا فلم يكن إلا ترجمة للكلمة المذكورة. ويحتمل أنهم كانوا يودعون بها النطرون الذي كانوا يستخرجونه من البحيرات ليرسلوه بعد ذلك إلي تيرينوتيس “Térénoutis” «الطرانة “Tarrana” » ومنها إلي الجهات الاخرى من الديار المصرية كما هو جار في أيامنا هذه.
ولاحاجة إلى البحث والتنقيب كثيرا لمعرفة المنطقة التي كانت توجد بها هذه المدينة إذ أنها كما يدل على ذلك اسمها كانت بلا شك في وادي النطرون.
ناپیژندل شوی مخ