وادي نطرون
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
ژانرونه
ثم ظغنا صبيحة إلى أن مررنا على القصر الذي فيه النصارى أعني الرهبان. فلما وصلنا إلى باب القصر أشرفوا علينا فكلمناهم فكلمونا وسألونا عن مصر وكيف هي وعن حالهم. فأجبناهم عما وقع بينهم وبين صالح باي الذي كان في الصعيد وقلنا لهم انتشب بينهم القتال وانهزمت طائفة مصر. فأملوا زوارق اخرى فنزلنا القصر الطرفاني الخالي الذي دفنا به ابن سيدي محمد الحاج فبتنا فيه خير مبيت. ا.ه.
وهاك الآن مذكرة عن أديرة وادي النطرون للجنرال اندريوسي “Andréossy”
أحد قواد جيش بونابارت الفرنسيين الذين أتوا مصر في حملتهم المشهورة عليها سنة 1799م وكان الجنرال المذكور قد عهد اليه بونابرت أن يقوم باستكشاف وادي النطرون وزيارة الأديرة القبطية القائمة فيه. فصدع بالأمر وسافر من الطرانة. وقد استغرقت رحلته هذه من اليوم الثالث والعشرين من يناير سنة 1799 إلى اليوم السابع والعشرين من هذا الشهر. واليك ما جاء في هذه المذكرة بصدد الأديرة:
أنشئت أديرة الأقباط التي بوادي النطرون في القرن الرابع الميلادي، إلا أن الصوامع المعدة لاقامة الرهبان فيها لا بد أن يكون قد تجدد بناؤها مرات كثيرة بعد ذلك العهد. ويوجد بين هذه الأديرة ثلاثة مربعة الشكل يتراوح أكبر اضلاعها بين 98 و142,33 من الأمتار. ويتراوح أصغر أضلاعها بين 58,5 و68,25 من الأمتار. ويبلغ متوسط هذه المساحة 7560 مترا مربعا. وارتفاع جدر الأسوار ثلاثة عشر مترا على أقل تقدير. وسمكها عند الجدار من 2,5 إلى 3 أمتار. وأبنيتها حسنة والعناية بأمر صيانتها شديدة، وبالقسم العالي منها ممشى عرضه متر. وبالحائط المرتفع فوق الممشى طيقان بعضها في الحائط نفسه والبعض الآخر مائل وبارز نحو الخارج. وتستخدم هذه الطيقان للمدافعة بقذف الأحجار منها اذا اعتدى الأعراب على هذه الأديرة. والطيقان البارزة لها حجب لتقي الرأس من مقذوفات البنادق.
والأديرة ليس لها سوى مدخل واحد. وهذا المدخل ضيق منخفض فارتفاعه لا يزيد على متر واحد وعرضه ثلثا متر. والباب كثير الثخانة ويقفل من الداخل ويحكم رتاجه بمزلاج من فوق وبمفتاح من الخشب متين في الوسط، وفي الأسفل بعارضة تدخل في البناء يمينا ويسارا. وهذا الباب مكسو جميعه بمحازم عريضة من الحديد كل واحد منها مثبت بثمانية من المسامير ذات الرؤوس. ويوصد الباب ايصادا محكما تقريبا من الخارج بحجرين من الصوان شكلهما كشكل رحى الطاحون موضوعين رأسيا على دائرتهما. وقطر دائرة هذين الحجرين يقل قليلا عن ارتفاع المدخل، وسمكهما يسوغ ادخالهما معا بجانبهما في البناء. والباب محصن بطنف بارزة. وعندما يراد إغلاق المدخل يشرع راهب يكون قد بقى في الخارج في دحرجة أحد الحجرين بعتلة ثم يثبته بخشبة ويهيئ الآخر وبعد ذلك يزحف إلى الداخل ويجر هذا الحجر الأخير فيرتكز بحكم الطبع بجانب الحجر الأول. وبعد أن يبيت الحجرين في الحائط يغلق الباب ويرى من الطنف كل من من أراد محاولة ازاحة هذين الحجرين.
ويوجد في داخل كل دير برج مربع الشكل يتوصل اليه بمعبر متحرك فاذا رفع لا يمكن الوصول اليه. وطول هذا المعبر خمسة أمتار وارتفاعه عن سطح الأرض ستة أمتار ونصف متر. ويرفع المعبر بواسطة حبل أو سلسلة تمر من داخل الحائط وتلتف بتحريك دولاب كدولاب رفع الأثقال أو بكرة البئر. وينتهي البرج بسطح مرتفع عن حائط السور.
والأديرة الثلاثة القائمة بجوار البحيرات بها آبار عمق الواحدة منها ثلاثة عشر مترا، وماؤها عذب يغمر من قاعها نحو المتر، ويرفع بدلو معلقة برشاء يشد على بكرة. وتستعمل مياه الآبار في حاجات مساكن الرهبان ولسقي بستان صغير يزرع فيه قليل من الخضر وبعض الأشجار كالنخل والزيتون والأثل والحناء والجميز.
وفي أوائل شهر بلوفيور
2
تكون مياه الآبار في منتهى الزيادة وتشح في الصيف ولكن ينبوعها لا ينضب.
ناپیژندل شوی مخ