الأستاذ : «أردت بذلك أن أسد الفراغ الذي يشعر به طالب ناشئ مر بهذا الدور من التعليم، ورأى عقم الطريقة التي يسلكونها معه للوصول إلى الدرجة العالية التي ينشدها في فن الإنشاء.
أردت - بهذا الكتاب - أن أضع للطلاب كتابا يعلمهم الإنشاء بأسلوب جديد في التربية، يخالف ذلك الأسلوب العقيم الذي ألفه مدرسو الإنشاء ومؤلفو الكتب في هذا الفن.
أردت أن أسلك بالناشئ منهجا مجديا نافعا، فلم أملأ رأسه بالقواعد النحوية والصرفية والبيانية وما إلى ذلك من الفنون التي لا تجديه في التفوق في الإنشاء ولا تغنيه أي غناء!
فإذا أردت أن تتعرف فائدة هذا الكتاب، فليس لي ما أقوله لك أكثر من أنه كتاب جمعت فيه عددا كبيرا من التمارين المختلفة لتدريب الطالب على الكتاب - أو بعبارة أدنى إلى فهمك - إنني هيأت في هذا الكتاب المواد الأولى التي لا غناء لمن يريد الكتابة عنها، كما تهيأ مواد البناء الأولية لمن يريد البناء. فلا بد من التمرين لمن يريد أن يتعلم هذا الفن، كما لا بد من الأحجار والملاط وما إلى ذلك لمن يريد بناء بيت.
لهذا عنيت بالتمرين كل العناية، وأكثرت منه كل الإكثار!
فليس لمدرس الإنشاء بد من أن يدرب تلاميذه على خلق الجمل مرة، وتحويرها مرة أخرى، وهذا ما فعلته، وقد عنيت بالإكثار من التمارين على استعمال الكلمات في مواضعها الحقة وبمعناها الصحيح، وفي هذا تدريب على تنظيم التفكير عند الناشئ أيضا.
وقد بذلت وسعي في تعويد الطالب الدقة في الأداء، وتدريبه على نثر الشعر، إلى آخر هذه التمارين النافعة!»
الطالب : «نثر الشعر! ماذا تعنيه بهذه الكلمة يا سيدي الأستاذ؟
إنني بحاجة إلى كثير من الإيضاح، فقد كنت - وما زلت - أسمع أن هذا النوع من التمارين قليل الخطر ، إن لم أقل: إنه عقيم لا فائدة منه بتاتا!»
الأستاذ : «هذا رأى خاطئ، فليست تلك التمارين بمثل هذا الحد الذي يصفونها به من العقم، وليست تخلو من فائدة للطالب!»
ناپیژندل شوی مخ