فارددها إلي.
قال خلف وقد أغرق في الضحك: هيهات! إني أربأ بك أنت عنها أيضا، فقد قلت إنها ما عشت لن تلد الأحرار، إن لي في هذه الضيعة إبلا وشاء يرعاها غلمان لي، فيهم الأسود والأصفر، فسترعى معهم هذه الإبل والشاء.
وهم سحيم أن يراجع صديقه في بعض ما قال، ولكن خلفا حول الحديث، وشغل صاحبه عنه بأنباء اليمن وأحداث تهامة والحجاز. •••
ودخل خلف على أهله بعد أن عشى الناس وتقدم الليل، فألفى امرأته محزونة كئيبا، فلما سألها عن أمرها لم ترد عليه جوابا، وإنما قالت له في لهجة حزينة: ماذا تريد أن تصنع بهذه الفتاة الحبشية الحسناء التي جلبها لك سحيم؟
قال خلف، وكأنه أراد أن يثير في نفسها شيئا من غيظ: استوصي بها خيرا أم أمية؛ فإنها ابنة أخت الأمير صاحب الفيل!
قالت أم أمية ، وقد أجهشت بالبكاء: لم يبق إلا أن نرفق بالذين غزوا دارنا وأرادوا أن يستبيحوا الحرم وأن يهدموا البيت! هنالك أقبل خلف على امرأته، فمسح رأسها وهو يقول: لا عليك أم أمية!
122
فما أردت إلا إلى الدعابة، إن هذه الفتاة لم تعرف في حياتها إلى الآن إلا العزة والكرامة، وإني قد أقسمت حين أهداها إلي سحيم ألا ترى منذ اليوم إلا الذلة والهون، إني لم أبل
123
في حماية الحرم شيئا من بلاء، فلا أقل من أن أذل الحبشة في أميرتهم هذه.
ناپیژندل شوی مخ